كاهن قبطى يخلص المسلمين من الجان والشياطين

رأيتُ- بعينى – الجان يتكلم والشياطين تصرخ وتخرج من أجساد المرضى المتسلطه على أجسادهم “الأرواح الشريرة” فى إجتماع “إخراج الشياطين” داخل كهف كنيسة القديس سمعان التى تقع أسفل جبل المقطم شرق القاهرة بحي الزبالين .

الساعة 7 م من كل يوم خميس، يجتمع مئات المصلين من الأقباط وعشرات المرضى من المسلمين فى إنتظار مجيئ “المنقذ” القمص سمعان إبراهيم مؤسس كنيسة المقطم، آملين أن يخلصهم من الجان ويحررهم من قيود الشيطان .

 يوم الخميس هو يوم مختلف فى شوارع وكنيسة حي الزبالين الذي يسكنة اكثر من 98% من الأقباط ومن الممكن أن تشعر بروح غريبة تملئ المكان، حيث إعتاد أقباط الحي أن يروا عشرات المسلمين معظمهم من النساء المتحجبات سائرين فى الشارع   قاصدين كهف الكنيسة لحضور إجتماع القمص سمعان ابراهيم لأخراج الشياطين من أجسادهم. وفى الخميس الماضى، كانت أعمارهم مختلفة من الأطفال إلى الشيوخ كما لاحظت أن المرضى من الطبقة الفقيرة والطبقة المتوسطة فيهم من جاء مشياً على الأقدام وفيهم من جاء بسيارته الملاكي. أما الأغنياء فالبعض منهم يفضلون مقابلة القمص سمعان بعيداً عن أنظار الجمهور وفى يوم مختلف عن يوم الخميس بحسب كلام المقربين من القمص سمعان.   

يبدأ المرضى- معظمهم من المسلمين- عند ظهور القمر الدخول إلى كهف ضخم هائل داخل الجبل، يتسع الى 15 ألف مصلي وتشبه مدرجاته المسرح الروماني . جلس المصلين والمرضي فى صمت شديد ولكن من حين الى أخر تسمع صراخ فظيع من أفواه إحدى المرضى المتسلط عليها الشيطان التي كانت تجلس بين اثنان من اصدقائها للسيطرة على جسدها المتشنج أثناء عظة القمص سمعان وهو يعظ المصلين والمرضى “عن قوة اللة، وأنه لا قيمة لة بدون هذه القوة ” حيث يوجد مكان مخصص للمرضى المسلمين أمام المنبر للذين يعانون من الأروح الشريرة داخل أجسادهم.

تصرخ الأروح الشريرة داخل المريض عندما يصلى القمص سمعان ألى الروح القدس ليخلص المريض

جائت نانسى عودة -28 سنة – فى صحبة أمها، واحدة من عشرات المسلمات مثلها فى الخميس الماضي . وبالرغم أن نانسى كانت حامل فى الشهر التاسع، إلا إنها كانت تبحث عن القمص سمعان لكى يخلصها من الشيطان حيث تشكوا من كوابيس مفزعة وأصوات مرعبة فى غرفتها ” جئت هنا لأنى أشعر أن الشيطان يتسلط على جسدى .. وفى بعض الأيام أرى روح شريرة واقفا أمامي فى ميعاد النوم وهو يقول لي ( إنى أُحبك ولا يستطتيع أحد أن يمتلكك غيرى أنا )

كانت نانسى وأمها فى صحبة رجل قبطى يحدثهم عن قوة القمص سمعان فى التخلص من الشياطبن ويطمنها أنه رجل قوي والشياطين تخافة ” لقد جئنى إلى هنا عن طريق هذا الرجل الكريم عندما فقدنا الطريق، وبالصدفة عرفنا أنه  قبطى ويعرف طريق الكنيسه “. وتضيف أم ناسى عن أبنتها المريضة وتقول ” لطالما  أفشل الشيطان  أى قصة حب بين نانسى والرجال… حتى الرجل الذى أحبها وتزوجها، طلقها فى الشهر السادس من زواجها وهى حامل “

180819_10150138080846117_6597990_n
القمص سمعان يحذر أمرأة سودانية لترك الاعمال الشريرة والأيمان بقوة الله

تضيئ كشافات النور الضخمة كهف الكنيسة ووجوه المصلين . ويعكس الكهف صدى أصوات صراخ الشياطين من أجساد المرضى  ،بعد أن خرج القمص سمعان من سيارته متجها إلى منبره فى طريق مخصص له، محاط من الخدام حتى لا يعطله أحد عن ميعاد بدأ الإجتماع . يبدأ الإجتماع بالألحان القبطية ثم تاليها الأناشيد الروحية باللغة العربية،ثم تبدأ بعدها عظة القمص سمعان عن “سر قوة الله فى التخلص من الروح الشريرة وعدو الخير ” . وأحيانا يشجع جميع المرضى كيف أن الله أستخدمه فى إحياء – أناس قد ماتوا – من رقاد الموت ! يأكد سمعان كلامة وهو يظهر فى شاشة العرض الضحمة  للجمهور ويقول “الأن هؤلاء الناس هم أحياء يرزقون فى هذه العالم! “

ويقول أيضا ” يمكن أن تسألوا عن هؤلاء الأشخاص حتى يثبت صحة كلامى، كما يوجد أيضا شهود عيان

ومن شهود العيان رجل اسمه جميل الذى بدأ الخدمة مع القمص سمعان فى السبعينات يقول ” ذات يوم،  كان رجل حداد اسمه مسعود يعمل داخل الكنيسة فى أعلى منتصف الكهف على بعد 40 متر من الأرض . كان يصلح شاشة العرض التى تنقل العظة إلى الجماهير فى الكنيسة،  وبعدها تكهرب وسقط على الأرض ومات . الأمر الذى أكده الطبيب بعد ذلك ، ولكن صمم القمص سمعان أن يصلى إلى الله حتى يقيمه من الموت .. وفى أثناء الصلاة قام الميت أمام كل الذين كانوا معنا، وأنا شاهد على ذلك

يحكى جميل عن القمص سمعان وهو فى كامل الأحترام والهيبة له ” القمص سمعان واحد من القديسين الذين يعشون على الأرض !

يعتبر القمص سمعان أشهر كان قبطى فى العالم

والمثير للدهشة أن القمص سمعان لم يكن قويأ مشهورا فى بداية تاريخ خدمته سنة 1973 فى حي الزبالين أسفل جبل المقطم شرق القاهرة ، بل كان ضعيفا خادم بسيط فى شبرا . كما يحكى القمص سمعان فى فيلم -مكان فى القلب- ” لطالما هربت من دعوة رجل يسكن أسفل جبل المقطم للذهاب هناك ودعوتهم إلى التوبه والبدأ فى حياة أفضل

يعتبر حي الزبالين -50 الف ساكن- هو ثاني أكبر تجمع قبطي بعد  حي شبرا فى القاهرة . هاجر معظم سكان الحي من صعيد مصر عام 1965لكسب العيش الى حي أمبابة اولا، وبعدها اصدر محافظ القاهرة فى ذلك الوقت قرار بنقلهم للسكن فى أسف جبل المقطم بعيدا عن وسط البلد بسبب تربية الخنازير. وعرف المكان باسم “الزرايب” وكانت عبارة عن أرض قفر لا يوجد فيها ماء ولا كهرباء ولا خدمات أجتماعية وكانت بيوتهم من الصاج الحديد قبل مجيئ القمص سمعان . ويعتمد أقتصاد حي الزبالين على جمع القمامة وأعادة تدويرها وتربية الخنازير . 

يصف القمص سمعان- البالغ من العمر 73 عاما- سكان حى الزبالين فى بداية خدمة  بأنهم وحوش جبابرة لا يعرفون غير الضلال ” كانوا يستخدمون البنادق والأسلحة مثل الألعاب النارية، أما الجبل كان ملجأ للمجرمين والقتلة والمخدرات تملئ المكان ” ولاكن تحول القمص سمعان من رجل ضعيف إلى رجل قوى عندما حل علية قوة الله وهو يصلى أمام الكهف ” كنت أُصلى لأسأل الله ماذا سأفعل فى هذه المدينة المتوحشة والناس هنا لا تتفاهم .. فوجدت بالصدفة ورقة أمامى مقطوعة من الأنجيل تقول ( لا تخف بل تكلم ولا تسكت ولا يقع بك أحد ليؤذيك، لأني لي شعب كثير فى هذه المدينة )

وشعر أن الله معه وكان يسنده بالمعجزات مثل طرد الأرواح الشريرة،  وأنتشر صيته فى كل أنحاء مصر . وحفر كنيستة داخل الجبل بمساعدة أهل المكان من الزبالين . وتحولت الكهوف المهجورة إلى مكان سياحى معروف فى العالم . والأن يذاع إجتماع إخراج الشياطين عبر القنوات الفضائية وعلى شبكة النت !

وأصبح القمص سمعان أشهر كاهن قبطي فى مصر والعالم، وأنتشر اسمه فى معظم وسائل الإعلام، حتى يوجد عدت أفلام تسجلية عنه .

تعتبر كهف كنسية القديس سمعان أكبر كهف كنيسة فى العالم

ويختلف القمص سمعان عن باقى الشيوخ أو السحرة الذين يخرجون الشياطين . أنه يخلص المرضى من الأرواح الشريرة مجانا وبدون مقابل، وأن سر قوته هو الروح القدس الذي يستخدمه لمحاربة الأرواح الشريرة.

نعبتر عملية أخراج الشياطين هي عملية معقدة الفهم لتعدد أنواع السحر مثل السحر الأسود والسحر السفلي، ومع ذلك فأن أجتماع القمص سمعان يعتبر أخر مرحلة من مراحل أخراج الشياطين بعد فشل المريض فى التخلص من الشيطان بعدما زار وصرف مبالغ طائلة على الشيوخ أو السحرة أو حتى الأطباء . ومن الأشخاص الذين يقدمون ” أخراج الشياطين” هم : شيوخ المساجد وشيوخ الدجل والسحرة وأخيرا الكهنة . وغالبا يلجأ المريض للذهاب للكنيسة لمقابلة الكاهن بعد فشل الشيوخ والسحرة لتحريره من الروح الشريرة بعد أن صرف عليهم مبالغ كثيرة .

ومثال على ذلك : زرنا أنا وصديقى ساحر اسمه محمد السبكى 47 عاما ويسكن فى حي منشأة ناصر شرق القاهرة . محمد هو ساحر معروف بين جيرانه ويميل الى التصوف. تتلمذ على يد أستاذ أزهري صوفي ودرس كل انواع علوم السحر ولغة الجان من كتب قادمة من المغرب . بدأ محمد السحر منذ 25 عاما بعد ما خسر كل أموالة فى تجارة الفضة فى السوق القديم فى حي الحسيني، ويدعى نفسة شيخ وليس ساحر، يخدم الناس مقابل مادي بسيط فى التخلص من الأعمال الشريرة فى سبع جلسات على مدار سبعة ايام مع كل حالة لفك السحر أو عمل حجاب . وعندما سألته عن المال قال ” يتطلب على المريض فى كل جلسة دفع 2000 جنية لشراء بخور وشموع وأشياء أخري لتحضير الجان لخدمة المريض”    

ولكن يشرح القس فام مساعد القمص سمعان فى الخدمة كيف تتم عملية إخراج الشياطين ” لكى يخرج الروح الشريرة من جسد المريض، يجب أولا على المريض الإيمان بقوة اللة والإلحاد عن إيمانه بقوة الشيطان . لأن المريض قبل مجيئه إلى الكنيسة ذهب إلى الشيوخ أو السحرة لعمل “حجاب ” أو “عمل”- لمعرفة المستقبل القريب أو لأيذاء شخص ما، وهو بذلك يعتبر إتفاق أو كتابة عقد مع الشيطان بأنه يؤمن بقوته .. فسكنة الشيطان وأمتلك حياته

ثم يكمل القس فام شرحه ويقول ” ولكى تتم عملية الشفاء كاملة وبلا نقص،يجب حرق أى “حجاب ” وإنكار قوة الشيطان والأيمان بقوة الله وعمل الخير 

تضيف نانسى عوده حكايتها لماذا لم تذهم إلى شيوخ المساجد أو السحرة لتشفى ” ذهبت كثيرا إلى الشيوخ ولكنهم لم يستطيعوا أن يشفونى .. كانوا يقراءون القرأن وبعدها يخرج الشيطان  ولكنه يرجع مرة أخره عندما أغادر الشيخ .. وكنت أصرف الكثير من المال على الشيوخ لشفائى

ويعترف حماده شاب مسلم تقابلت معه فى الكنيسة الذى تاب عن الذهاب إلى السحرة بسبب أنه أمن بقوة الله ” السحر والسحرة “حقيقة” ويقدر الساحر يعرف بالمستقبل القريب وأيذاء أى شخص حسب طلب المسحور له . ولاكن لابد للساحر والمسحور أن يؤمنوا بقوة الشيطان، وأن يتصرفوا ضد عمل الخير. ولاكن فى النهايه الشيطان يمتلك الساحر أو المسحور ويهلكهم

والجدير بالذكر أن نسبة الأمية فى مصر،حوالى 18مليون من إجمالى 88 مليون مصرى بحسب مركز الأحصاء  . بالإضافة إلى إزدياد نسبة الفقر والبطالة فى مصر.

أخيرا ينهى القمص سمعان عظته، فيرقدوا المرضى باندفاع نحو القمص سمعان ليشفيهم . فتسقط إجسادهم على الارض ،ترتعش وترتجف خوفا ورعدة من صلواته . ثم يبدأ القمص سمعان الصلاة على ماء ليحوله إلى ماء مقدسة ليرشه على وجوه المرضى . ثم ينتهر كل روح شريرة تسكن أى جسد مريض ليرحل ويغادر بلا رجعة .

أنها حرب الأرواح التى لا يراها العين والجسد . حرب الروح القدس ضد الروح الشر !

photograph : Magali Corouse