مغامرات ولد قبطي تثير الضجة والضحك فى تونس !

بعد أن ودعت أصدقائي الأحباء وأخوتي الصغار وأمي وأبي بقبلات طاهرة وأحضان تعانقها المشاعر الدافئة المليئة بالأماني .. توجهت إلى مطار القاهرة لأول مرة فى حياتي -مع حقائبي المليئة بالأحلام والأماني -للسفر إلى تونس كأول بلد أزورها فى حياتي .. ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كم كانت فرحتي وحماستي لمشاهدة العالم الصغير من نافذة الطائرة لأول مرة فى حياتي!

ولكن بسرعة  تضايقت، حيث لاحظت أن رقم المقعد الخاص بي المحجوز فى تذكرة الطياران يقع فى المنتصف بين مقعدين، وبذلك لن أتمكن من الجلوس بجوار النافذة ! ولكن بسرعة بديهية وبدون تفكير قررت أن أكسر القواعد وأجلس بجوار النافذة متغاضيًا عن أي مشاكل ستحصل !

وبعد أن جلست بجوار النافذة وصلت الراكبة صاحبة المقعد، ثم نظرت إليها وأنا كلي أمل أن تسمح لي بالجلوس بجوار النافذه بدلها .. وبعدها بدأت تتحدث معي ولكن باللغة الأنكليزية تقول ” هذا مقعدي لو سمحت، ولكن لا مانع أن تجلس بدالًا عني .. خد رحتك ! فقلت لها وانا مبتسم ” هذا والله لكرمٍ منك .. شكرًا جزيلًا حيث هذه أول مرة أجلس فيها بجوار الشباك ” !

جلست بجوار النافذة..استمتعت عيناي بمنظر الأرض من فوق متأملا أختراق الطائرة للجاذبية الأرضية ! ولكن شعرت بجاذبية أخره غريبة خارقة للطبيعة آتية من عيني الفتاة التي سمحت لي بالجلوس بجوار النافذه بدالها .. كانت عيناها سمراوين جميلتين وكأنهما نافذتان تطلان على فضاء الكون الامحدود .. فوجدت نفسي فى عينيها حتي غاب عقلي فى الجمال اللامعقول .. فقلت فى نفسي كم عيناكي جميلاتان ساحرتان مثل كواكب النجوم !

سألتها عن اسمها قالت ” أسمي : اماني ومن تونس .. وأنت ؟ ” قلت لها ” حقا .. هل اسمك أماني أم أنتِ الأماني نفسها ؟! ” فضحكت وقالت ” لأ أنا اماني 🙂

كنت أتأمل عينيها وأنا أري نفسي في عيونها أجري وألعب وأحقق الأماني في المستقبل ولا أعرف كيف .. لكن قعطت أماني سرحاني وقالت ” وانت اسمك أيه ؟ ” قلت : اسمي مكاريوس .. ده اسم باللغة القبطية -لغة المصريين الأصلية – ومعني الأسم باللغة العربية الفصحة : الطوباوي .. أو بالعامية المصرية : يابختك يا هناك ” فقلت يا بختي لأني تقابلت معك ! فضحكت اماني أكثر 🙂

نظرت بعدها على الخاتم الذي كنت أرتديه .. وقلت فى نفسي : أهذه لعنة الفراعنة ؟! ثم قاطعتني اماني وأنا أفكر وقالت ” ما هذه الخاتم .. ممكن أجربه ؟ ” قلت لها طبعًا .. هذا الخاتم منقوش عليه ايقونة إله الحب عند المصريين القدماء .. ولكن أخاف أن أعطيه لكِ فأقع فى حبك .. فقالت مبتسمة ” لا تقلق، هذا فقط مجاملة منك “

وبعد أن أستمتعت بالحديث معها عن السياسة والفن وثقافة الحب .. وصلنا تونس بالسلامة وتبادلنا أرقام الهواتف والفيس بوك .. وبدأت مغامراتي فى تونس .

أول مرة 

هذه أول مرة فى حياتي أكون فيها خارج حدود وطني الحبيب مصر . تحت شمس تونس كانت أول بلد وتجربة مثيرة مشوقة أخوضها فى حياتي .(مناخ جديد ومختلف.. أماكن ومناظر جديدة .. أكلات جديدة ولذيذة .. لهجات وكلمات أول مرة اسمعها فى حياتي.. أجواء باريسية .. تشعر وكأنك ولدت من جديد فى مناخ يعطي إحساس غريب لجسمك بالإنتعاش لم تشعر بيه من قبل ) كانت اُولي الكلمات التي خرجت من فمي فى تونس هي ” تونس التي غيرت حياتي وقلبت العالم رأسًا على عقب ! ”

فدم شهداء ثورة الياسمين فى تونس وثورة الشباب فى مصر غيرت حياتي من شاب فاقد الأحلام والأماني فى وطن يحكمه الدين والعسكر، إلى شاب يغزوالعالم بقلمه،  حيث ذهبت إلى تونس مع 25 مدون من مختلف البلدان العربية لحضور دورة تدريبية لمنصة مدونات عربية التابعة لفرانس 24 ومونت كارلو الدولية . هذه أول مرة أتقابل مع اناس من بلاد عربية مختلفة فى نفس الوقت . وكنت فى استغراب شديد من شدة وروعة جمالهم فى حسن محبتهم وكرمهم وشهامتهم وأخلاقهم .. حقا كان كل شخص عربياً اصيلاً بعيد عن التطرف والعصبية والقبلية والطائفية وانتشار الكره !

وعن هذه الموضوع كتبت المدونة سناء مبارك :انتهت إذن فترة الإقامة في تونس وعدنا إلى القاهرة، مقلتي الثانية بعد عدن، كانت أيامًا رائعة امتزج فيها الجد بالهزل، الفرح بالكثير من الاستفادة، التقيت خلالها بـ 25 شخصية متفردة؛ مدونو منصة أرابلوغ الأروع، خضنا العديد من النقاشات حامية الوطيس، لكننا انتهينا إلى محبة بعضنا وأوطاننا وقواسمنا المشتركة. قراءة المزيد

فى شوارع تونس كانت أول مرة فى حياتي تقبلني فتاة فى الشارع وأمام الناس ولا احد يتكلم أو ينتهرك .. كانت مفجأة لي .. فالو حصل هذا فى مصر لكانت الدنيا قامت ولم تقع ! ففى وطني نستحي من الحب ونجاهر بالكراهية !

فى الشانزيلزية التونسية شارع حبيب بورقيبة التي شهدت أحداث ثورة الياسمين كنت اتسكع تحت القمر والنجوم مع أماني ونأكل أيس كريم فى تونس لأول مرة فى حياتي هناك.. وكان طعمه لذيذ جدا 🙂

عشرة دينار ثمن الرشوة فى تونس !

فى شارع الولايات المتحدة داخل فندق البلفيدير تلقيت دعوة من شابان من ليبيا لحضور حفلة تابعة للمنظمة الأعلامية دوتش فيلا فى قرطاج . وكانت الساعة 11مساءً، وبسرعة وفى استعجال ذهبنا الى الحفلة، ولكن فى الطريق أوقفنا الأمن التونسي ليتحقق من جوازات السفر، فنزل صديقي ليتحدث مع الأمن ،حيث علمت من صديقي الليبي الأخر أن كلاهما نسى جواز السفر فى الفندق ..
وفي هذا اللحظة شككت فى الولادان الليبيان أن تكون هذه خطة ليتم خطفي أو شئ من هذا القبيل .. إلتزمت الصمت ولكن في حيرة وتفكير عميق داخل التاكسي .. وكنت كل ثانية أنظر إلى الولد الليبي وهو يتحدث مع الأمن لمدة لا تقل عن 10 دقائق .. وبعدها قررت أن أنزل من التاكسي لأتحقق من الموقف .. فسألني الأمن عن جواز السفر .. فأظهرت له بطاقتي الشخصية وتأكد من هويتي .. وفى نهاية الأمر بعد التفوافض، تم اطلاقنا بسلام بعد أن أخذ الأمن رشوة بمبلغ 10 دينار !

وعن هذا الموقف كتب ربيع بوربيعة الليبي يقول :الموقف طبيعي كونه تكرر كثر من مرة معاي ، وهذا يُنسب لما تغير من واقع ضبط النظام بالدولة ولكن يرجح أنه سيتغير مع الوقت ..شعوري كان هو عدم تعطلي عن الموعد الذي كنت ذاهب إليه ..أما عن الموقف بصورة عامة ما بين الطرفة والوقفة الشبة متكررة في تونس والتي يرافقها نوع من الخوف والطرفه ، وفي النهاية تم دفع رشوة للأمن ب 10 دينار .

بعدها اتصلت ب أماني لأبلغها عن الموقف فقالت فى غضب ” حاميها حراميها .. إحنا عملنا ثورة علشان الأمن يأخذ رشوة ” قلت لها بهزار : أنتي زعلانة على 10 دينار ومش زعلانة عليا 🙂 “

التحرش فى تونس

قمت أنا وزملائي من منصة مدونات عربية فرانس 24 بتجربة بطعم المغامرة عن التحرش فى إحدى شوارع وسط البلد فى تونس ،حيث قررت أنا والمصورة الصحفية شيماء سيد بتصويري بكاميرا خفية أثناء مضايقة الفتيات التونسيات بتوقيفهم فى الشارع بحجة السؤال عن عنوان إحدي شوارع وسط البلد كشخص غريب عن المكان !

وكان القصد من  التجربة هى معرفة الفرق بين المرأة التونسية والمرأة المصرية من جهة التحرش . وجاءت النتيجة مفرحة وحزينة فى نفس الوقت وفيها تفاؤل وتشاؤوم فى نفس الوقت ! فبعد التجربة والبحث والدراسة عن التحرش ، عرفت أن حوالي 8% من التونسيات يتم التحرش بهم مقابل 90% من المصريات اللواتي يتم التحرش بهم  . وهذا يعكس أن ثمة إختلاط فعال فى تونس بين الجنسين مما يبين أن المجتمع لا يعاني كثيرا من مشكلة الكبت العاطفي والجنسي . كما يعكس أن المرأة تتمتع بحقوق وضعها لها القانون والدستور مثل قوانين التحرش وقانون الأحوال الشخصية من جهة الجواز التى لا تسمح للرجل أن يتزوج غير مرة واحدة ، كما يعكس  أيضا أن المرأة لها دور وأن كان محدود فى الحياة السياسية والأقتصادية !

ولمشاهدة مقطع فيديوا التحرش اضغط على كلمة: رابط التحرش 1 .. رابط التحرش 2

داعش يهدد بذبح صحفي فرانس24!

مغامرة أخرى غير متوقعة فى نهايتها،  قد تجعل عيناك تنفتح من الدهشة ! وأتمني عزيزي القارئ أن تعكس لك المغامرة شئ عن مهنة الصحافة والصحفين تحت التهديد والقتل من أجل إعلان الحقيقة والكتابة !

والحكاية أن فى اليوم قبل الأخير من رحلتنا فى تونس،  قررت أنا وزميلاتي أن نترك بصمة المصريين فى خفة الدم والفكاهة على أحد المدربين المحترمين فى الدورة التدريبية لتوصيل حبنا له .

فأخترنا من المدربين شخصية طيبة ومحبوبة يعمل صحفى لفرانس 24 ، ولكن حصل ما لم نتوقعة . فبعد أن وضعنا خطة محبوكة بالهزار والمقالب ، كتبت رسالة له تفيد كالأتي : “أن لم تكف عن كتاباتك لفرانس24 سوف يتم ذبحك .. داعش “. وبعد أن كتبتها توجهت إلى باب الغرفة المقيم بها ووضعت الراسلة أمام الباب و قرعت على الباب بكل ما أوتي من قوة ثم هربت وخبأت نفسي ..

وبعدها أن فتح الصحفي الباب ووجد الرسالة ..حصل ذعر فى كل الفندق ، حيث اتصل بالمسئولين والمسئولين أنزعجوا وأضطربوا باحثين عن صاحب “العاملة السوداء” .. وبعد ربع ساعة  إكتشفوا وعرفوا صاحب المقلب ، وبعدها فى خجل وكسوف تأسفنا وقلوبنا تنفجر من الضحك .. تحية كبيرة لكل صحفى فى العالم معرض للخطر والأرهاب .

بعد ما وجدت أماني فقدت الأماني فى الدين !

استطيع أن أقول أن أجمل 7 ايام قضيتها فى حياتي كانت فى تونس ! ليس فقط لأن تونس ساحرة صاحبة الأجواء البارسية ، لكن لأني كنت أبحث عن أقوى عاطفة تحتويها نفس الأنسان فى عالم العطف والشعور فإذا هى الحب التي وجتها فى عيون أماني ! 

رسمت على وجهي البسمة من جديد.. وولد الفرح فى قلبي من جديد.. فرأيت العالم مبتهج فى عيوني أذ لم ولن يشعر به أحد مثلي على ما أظن ! قالأشجار كانت ترقص .. والطيور تغرد .. والشمس تضحك .. والقمر فى غيرة .. والنجوم تقودني إلى جمال الطبيعة .. والأمطار ترسم لنا أجواء الرومانسية الشتوية .. والملائكة ترنم تسبح الله وتقول الله محبة وفي الناس المسرة  !

ففي أخر يوم معها ، كنت فى ضيافتها وضيافت اصدقائها على وجبة كوسكسي الشهيرة فى تونس.. وهناك جاءت على مسامعي أغنية للمطرب لطفي بوشناق .. فأسرت الأغنية كل مفاصل جسدي وأعصابي من جمال وروعة كلمات الأغنية والأداء التى كانت تعكس حالة الحب التي كنت اعيشها وكأن لطفي بوشناق يعلم بحالى ويتحدث معي !

الأغنية تقول : نحبك نحبك ونحب نحبك.. ونحب الناس تعرفني نحبك .. ونحب حروف كلمة نحبك … همسة منيار وضحكة صغار .. ليل مع نهار تعيشني بحبك .

بعد سماع الأغنية كنت على وشك البكاء من الصدمة .. والصدمة هي أني ولد مسيحي وهي فتاة مسلمة والدين يفرق الحب ولا يسمح برجل مسيحي أن يتزوج من مسلمة. ولكن على العكس، حيث يسمح الدين للمسلم أن يتزوج من مسحية ! .. هل هذه الدين أم الله .. أ خالق الحب يفرق الحب ويفصلة بين الأحباء ؟! حاشا ! أم هذه لعنة الفراعنة فى الخاتم المنقوش عليه إله الحب الذي أعطيتة لأماني .. لا أعرف !

ودعتها بسلام وبعدها فقدت أماني.. والأماني فى الدين !

فى النهاية هذه تحية حارة عبر بها  فى كلمة مدونون مدونات عربية فرانس 24عن تونس : #تونس:  الامانة .. التغير ..السلام .. اجاوء باريسية .. الربيع .. محبة ..انفتاح فكري .. الجمال .. حماة اخوة .. الحب..الخضراء .