من المسئول عن مقتل أكثر من 800 حاج فى منى: أل السعود أم الحجاج ؟

مكاريوس نصار من القاهرة 

أصبح موسم الحج هاجس قلق للحجاج وأقاربهم، ولا أحد يعرف إذا ما “راح ليحج ولم يعد”. وذلك بسبب تكرار الحوادث الكارثية في في موسم الحج من تدافع وقتلى .

وبعد مقتل أكثر من 800 حاج حتى الأن بسبب التدافع في منى اليوم، لا أحد يعرف على من يلقى اللوم والمسئولية. فاوزير الصحة السعودي يلقي اللوم على همجية الحجاج وعدم الإلتزام بتعليمات السلامة، بينما تتهم إيران السعودية الإهمال في سلامة عملية الحج. ويرى البعض أن هذا بمثابة قدر مفرح للضحايا أن يموتوا في هذا اليوم وعلى هذه الأرض المقدسة في أقدس مكان في العالم، بينما يرى البعض اللعنة على أل سعود في إهمال وتقصير الدولة في تنظيم موسم الحج .

تغريدة توضح مدى تعاطف بعض المسلمين مع السعودية وأن كان يوجد ضحايا !
تغريدة توضح مدى تعاطف بعض المسلمين مع السعودية وأن كان يوجد ضحايا !

وعلى النقيض كتب المدون زين من الجزائر على صفحته الفيس بوك يتهم فيها السعودية بالمسئولية الكارثية ومهاجمة المتعاطفين مع عائلة أل سعود :

“البعض سيفسقك ويكفرك إن تحدثت عن السعودية؛ حيث أصبحت كلمة “السعودية” مرادفة في عقل الكثيرين لكلمة “الله” أو “الإسلام”…
ما السعودية إلاَّ بلدٌ كغيرها، ما السعودية إلا منبع للفكر الإجرامي والإرهابي، ما السعودية إلاَّ أب روحي لكل التنظيمات المتطرفة..
ومن واجبنا نقد وكشف ألاعيب سلطة هذا البلد التي لا تزال تحاول بكل الطرق نشر فكرها الوهابي المتطرف الذي يُسَوِّقُهُ البعض على أنه الصورة الوحيدة الممكنة لله والدين.
السعودية بلد يقتلك بكل الوسائل ثم يطلب من أهلك وذويك شكره على جريمة قتلك.. فقط لأنك ستموت في أرض “مقدسة”.
ثم يقولون من أين جاءت ثقافة وحب الموت؟ وكأن السعودية تنشر حب الحياة مثلاً!
‫#‏السعودية_الراعي_الرسمي_للإرهاب‬ ولو أنكر الداعشيون والحمداشيون والبغداديون!”

وفي نفس السياق كتبت ثريا 28 عاما على الفيس بوك تقول”شهداء الحج وصمة عار في تاريخ ال سعود عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الخالق و المخلوق
غضب رباني يحل بآل سعود
ماذا يحدث في بيت الله بحق السماء؟؟؟؟؟!”

بينما إنتقضها -في نفس المنشور -شاب اسمه مانجي القاسم يقول”وسع بالك. لا غضب رباني ولا هم يحزنون.ياخي الي ماتو من آل سعود.؟ حادث يقع في كل موسم نتيجة همجية بعض الحجيج وضيق المكان لا اكثر ولا اقل يا ثريا.”

حوادث التدافع بالتاريخ والأرقام فى السعودية

وهذا ليست اللعنة الأولى التى تحل على عائلة أل سعود وتخلف الألاف القتلى والضحاية في موسم الحج وخصوصا فى منى .

2 يوليو / تموز 1990، المملكة العربية السعودية

توفي حوالي 1426 حاجا، أكثرهم من الآسيويين، بعد انهيار نفق ضخم يفضي إلى الأماكن المقدسة في مكة. وقالت السلطات إن الضحايا اختنقوا بعد انهيار نظام التهوية داخل النفق.

9 أبريل / نيسان 1998، منى، المملكة العربية السعودية

توفي 118 حاجا على الأقل، وجرح أكثر من 180 أثناء رمي الجمرات. وكان معظم الضحايا من اندونيسيا وماليزيا، ووقع التدافع مما أدى إلى وفاة الحجاج بعد أن أصيبوا بالذعر وسقوط العديد من الناس من فوق حاجز.

1 فبراير / شباط 2004، منى، المملكة العربية السعودية

تعثر حوالي 251 حاجا وتوفوا خلال تدافع استمر لمدة 27 دقيقة. وقالت السلطات إن الكثير من الضحايا لم يكن مصرح لهم بالتواجد في رمي الجمرات، بعد الإجراءات التي اتخذتها السلطات بسبب حوادث تدافع سابقة.

12 يناير / كانون الثاني 2006، منى، المملكة العربية السعودية

توفي 364 شخصا على الأقل في تدافع أثناء شعائر الحج. وقال المسؤولون إن التدافع حدث بسبب سقوط بعض حقائب الأمتعة من الحافلات أثناء تحركها، أمام أحد مداخل جسر الجمرات، مما تسبب في تعثر الحجاج.

وأصبح الدولة السعودية محرج للغاية أمام العالم العربي والأسلامي, يقابلة تصريحات استنكار من القادة فى السعودية, وأصبح الأمر ملح لعقد أجتماع دولي لمناقشة تأمين أمور الحج بحسب رئيس الشؤون الدينية التركي .

برأيك ؟

من المسئول عن حوادث الحج ؟ الدولة أم الحجاج ؟

ماهي الحلول لتأمين أمور الحج وسلامة الحجاج ؟

أسبوع أفلام جوتة يكشف السم الحلو والمساعدة كا صفقة في أفريقيا

مكاريوس نصار من القاهرة

مازلت أتذكر- وأنا أحضرأسبوع أفلام جوتة هذا العام- تلك الأيام التي غيرت حياتي بالكامل من شخص عادي فقد الأمل والهدف قبل ثورة الشباب في مصر؛إلى شخص يرى أحلامه تتحقق معروف فى مجال عملة الصحافي. والسر هو معهد جوتة، بميدان التحرير القاهرة.

فقد ضاعت أحلامي قبل ثورة يناير بسبب تغيب الدولة للشباب بعيداً عن السياسة والتعليم، وكنت لا أعرف سوا لعب كرة القدم طوال عمري، ولا أملك شهادة جامعية ولا عمل عندما دخلت معهد جوتة لأول مرة في حياتي إبان ثورة الشباب عام 2011؛ حيث كنت جوعان للعلم والمعرفة والثقافة، الأمر الذي وجدته فى هذا المهعد الثقافي العريق الذي حفذني أن أبني لنفسي حلماً جديداً فى مجال الصحافة والإخراج. فأخذت هناك دورات تدريبة في السياسة وإخراج الأفلام القصيرة والتي تكونت معها شخصيتي الثقافية مع تعلم اللغات.

 وهذا ما أكدته السيدة يوهانا كيلر مديرة البرامج الثقافية بمهعد جوتة عندما تلاقيت معها فى” اسبوع افلام جوتة” من هذا الشهر الجاري؛ أن الشباب لهم دور أساسي فى التبادل الثقافي ودعمهم بالتعليم فى المعهد، حيث تقول ” معهد جوتة هو مكان للتبادل الثقافي بين المانية ومصر.. ومهم لتبادل الخبرات والأراء؛ وذات أهمية لمصر لبناء المواهب من الشباب وخصوصا فى مجال الأفلام “

 وعن الأفلام،”أسبوع أفلام جوتة” هو حدث يقام كل عام فى معهد جوتة بوسط البلد، ويعرض افلام وثائقية وروائية وأفلام قصيرة، ولكن هذا العام له مذاق مختلف حيث تشرح السيدة يوهانا وتقول” هذا العام مختلف عن كل عام، حيث قررت جوتة أن تعرض أفلامها فى محافظات عدة في مصر ومشاركة الجمهور خارج القاهرة كأول مرة في تاريخ جوتة”

 ويعرض أسبوع أفلام جوتة باقة مختارة من مستجدات الأنتاج السينمائي الألماني إلى جانب مختارات من إنتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إلّا أن يوجد فيلم وثائقي مثير للأسئلة والجدل للمخرج الألماني بيتر هيلر؛ حيث يناقش الفيلم قضية المساعدات التنموية لقارة افريقيا.ويطرح فيلم ” السم الحلو-المساعدات كصفقة” تساؤلات كثيرة عن مدى استفادة الشعوب والمجتمعات الأفريقية من القروض والمنح والمساعدات الاقتصادية التي قدمتها الدول الأجنبية وتقدر ب 450 مليار يورو على مدى الأربعين عاما الماضية.. أين ذهبت هذه الأموال؟ ولماذا وصلت المشكلات التنموية في القارة إلى ما وصلت إليه؟

السيدة يوهانا كيلر وهي تلقي كلمة بمناسبة افتتاح"أسبوع أفلام جوتة" هذا العام
السيدة يوهانا كيلر وهي تلقي كلمة بمناسبة افتتاح”أسبوع أفلام جوتة” هذا العام

مشاكل خارجية

يستعرض المخرج بيتر هيلر مع المثقفين والخبراء الأفارقة المشهد الأفريقي وأسباب ومشاكل التنمية في قارة أفريقيا بالرغم من النوايا الحسنة للدول المانحة والمساعدات التنموية، حيث يقسم الفيلم مشاكل أفريقيا  التنموية إلى خارجية وداخلية .

 وقضية المساعدات والقروض الخارجية تثير عدة تساؤلات، فهل بالفعل تقدم هذه المساعدات والقروض لدعم التنمية في الدول الأفريقية المستقبل لها، أم أنها تقدم لتحقيق أغراض خاصة للدول المانحة سواء لدعم بعض الأنظمة السياسية الأفريقية التي تحقق مصالحها أو كوسيلة لدفع الدول الأفريقية الفقيرة للمعونات لوضع سياسات تعزز من السيطرة الاقتصادية لهذه الأطراف الخارجية؟.

 ومن أهم هذه الأسباب، المساعدات الخارجية وأزمة الديون. فقد بدأت الدول الأفريقية في الاعتماد على المساعدات والقروض الخارجية منذ استقلالها وحصلت عليها من دول أجنبية من أوربا وأسيا وأميركا، ورغبة كل معسكر في استقطاب حلفاء له في القارة. وبعد انتهاء الحرب الباردة أصبحت المساعدات الغربية إلى دول القارة الأفريقية مساعدات مشروطة بالتحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان.

 ولا شك أن الاعتماد على هذه المساعدات والقروض الخارجية يخلق قيدا من التبعية قد لا يمكن التخلي عنه، فقد اعتمدت دول القارة إبان الحرب الباردة على المساعدات التي كانت بمثابة مبدأ ثابت في علاقاتها مع القوى الخارجية واعتبرت أن هذا المبدأ سيظل ثابتا. لكن ذلك المبدأ تغير إلى آخر أكثر واقعية بدأت الولايات المتحدة التركيز عليه في إطار علاقاتها مع دول القارة، وهو مبدأ التجارة وليس المساعدات باعتباره أكثر ملاءمة لتحقيق مصالحها.

 والمصادر الرئيسية لهذه المساعدات والقروض تأتي من بريطانيا وفرنسا -كدول استعمارية سابقة تسعى إلى حماية مصالحها في أفريقيا- والولايات المتحدة واليابان والتي تسعى إلى تأمين وصول بعض المواد الخام إليها من بعض الدول الأفريقية، هذا بالإضافة إلى المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين. وهذه المؤسسات بدأت منذ الثمانينيات في ربط قروضها ومساعداتها ببرامج التكيف الهيكلي التي تتضمن تطبيق سياسات الخصخصة وتخفيض التعريفات الجمركية على الواردات الغربية وتخفيض الدعم عن بعض السلع الأساسية، ثم بدأت تلك المشروطية الاقتصادية تقترن بالمشروطية السياسية التي تتطلب تحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان كشروط للحصول على المساعدات والقروض.

 وقد وصلت نسبة الديون في كثير من دول القارة إلى معدلات عالية, فارتفع متوسط نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في دول أفريقيا جنوب الصحراء من 51% إلى حوالي 100% خلال عامي 1982 و1992. ويمكن ملاحظة أن هناك عدة دول أفريقية يزيد حجم الديون على ناتجها المحلي الإجمالي ولا يوجد سوى عدد محدود من الدول التي تعتبر ديونها في مستوى التحكم.

 وتقول السيدة هيلر عن هذا الفيلم ” المساعدات التنموية حتى لو كانت بنواية حسنة، تدمر الأنتاج المحلي لتلك الدول وتبث روح التبعية والأتكال على المنح الأجنبية, وبالتالي لا تستطيع افريقيا أن تنوا وتتطور الى الأمام” 

 مشاكل داخلية

 ولا تنتج مشكلات التنمية الأفريقية من مصادر خارجية فقط حيث توجد عدة مصادر وأسباب داخلية للأزمات الاقتصادية الأفريقية، وهي التي لخصها تقرير البنك الدولي عام 1996 بالقول إن معظم الدول الأفريقية تعاني من أزمة في الحكم وكفاءة الدولة. فهذه الدول ينتشر الفساد في جهازها الإداري والسياسي حيث تنظر النخب الأفريقية لموقعها على أنه مصدر لإثرائها. كما تعاني بعض الدول الأفريقية من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي الذي يؤثر في الأداء الاقتصادي. فبعد استقلال الدول الأفريقية دخل العديد منها في حروب أهلية حتى إن بعض الدول لم يتعد النمو السنوي في ناتجها الإجمالي 0.5% في الفترة بين عامي 1965 و1985. وما زالت الصراعات الأهلية دائرة في بعض دول القارة (جنوب السودان والكونغو الديمقراطية وأنغولا).

يضاف إلى ذلك عدم وجود القوة البشرية المناسبة لتحقيق التنمية نظرا لأنخفاض مستوي التعليم والرعاية الصحية في كثير من دول القارة. وهناك عدد من دول القارة مثل اثيوبيا وموزمبيق؛ ذاد إنفاقها على التعليم والصحة. ومن أخطر المشكلات الصحية التي تواجة القارة انتشار مرض الأيدز الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 25مليون يعانون منه مما أدي إلى أنخفاض متوسط العمر المتوقع في خمس دول افريقيا أواخر عام 2000 إلى أقل من 40 عاما في دول مثل بتسوانا وملاوي وزامبيا وزيمبابوي.

 ومن ناحية أخرى تعاني معظم الدول الأفريقية من تدهور في بنيتها الأساسية لتنمية، ولدعم القطاعات الأفريقية التي ما زالت لا تحتل نسبة كبيرة من الدخل القومي بسبب عدم وجود عمالة ماهرة،ومحدودية الأسواق المحلية،وعدم توافر التكنولوجيا المتقدمة،مما لا يجعل القارة الأفريقية بصفة عامة مصدرا لجذب الاستثمار الأجنبي‘ والذي قدر عام 1998 بنحو 5% فقط من إجمالي الاستثمارات الأجنبية الموجهة إلى الدول النامية.

ولهذه الأسباب، أختار المخرج الألماني بيتر هيلر اسم الفيلم ليكيون “السم الحلو- المساعدة كاصفقة”

أزمة المهاجرين: ما هي المخاوف المتعلقة باستقبال الاجئين فى دول الخليج وأوربا ؟

أصبحت أزمة المهاجرين والاجئين بمثابة صداع لدول الخليج تحت ضغط المجتمع الدولي والإعلام لعدم تحمل المسئولية تجاة الاجئين، وأشباح الدراكولا لدول أوربا بتوافد الألاف من الاجئين على أراضيها كل يوم، أما ضحايا أموات البحر أو أحياء طالبين اللجوء.
ومع استمرار معاناة العالقين من المهاجرين والاجئين فى اليونان وصربيا والمجر للدخول إلى المانيا ودول مذدهرة، والتغطية الإعلامية واسعة النطاق، وصمت دول الخليخ، واستمرار الحرب فى سوريا، كان قرار دول الإتحاد الأوربي متخبطا مهزوزا برمي المسئولية على بعضهم من جهة ،ومخاوف استقبال الاجئين من جهة أخرى. والغريب أن صمت دول الخليخ محير عندما يتسألون عن الهروب من المسئولية بأستقبال الاجئين السورين خصوصا أن دول الخليج ثرية وقريبة جدا مع حدود سوريا والعراق!
فما هي مخاوف دول الخليج وأوربا لأستقبال المهاجرين والاجئين السورين؟

أولا يحتار البعض حول لماذا الأن ظهرت أزمة المهاجرين على سطح ماء  الإعلام فى كل مكان بالرغم أنها تعتبر أزمة موجوده من قبل !

ولعل السبب عندما لفظت أمواج البحر الطفل الكردي ايلان غريقا فى الثالث من العمر على إحدى شواطئ تركيا ليهتز قلوب العالم بعدها. ولكن يعود السبب الرئيسي هو إكتظاظ الدول المحيطة بسوريا-تركيا ولبنان ولأردن- بأكثر من 4 مليون لاجئ فى المخيمات. ونظرا لأن السوريين أرهقوا من الحرب والمعاناة في مخيمات اللجوء، في ظل ضعف الأمل في تحسين الظروف الاجتماعية أو المالية، فإنهم بدأوا في مغادرة منطقة النزاع بحثا عن مستقبل أكثر أمنا وازدهارا . 

أذا لماذا لم يفكر السوريين فى اللجوء إلى دول الخليج الأقرب نسبيا والأكثر ثراءا من دول أوربا؟

مخاوف خليجية ؟

تلوم بعض الدول الأوربية ووسائل إعلام غربية ومنظمات حقوق الإنسان، السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي على الهروب من المسئولية برفض استقبال الاجئين بالرغم أنه يوجد شئ مشترك هو الدين الأسلامي واللغة كأمة واحدة.كما تتحمل دول الخليج وعلى رأسها السعودية المسئولية بدعم الحركات السنية المسلحة والجهاديين بالمال والسلاح مثل تنظيم الدولة الأسلامية وغيرها لسقوط بشار الأسد الموالي الى إيران الشيعي العدو اللدود للسعودية.

ومن هنا تأتي مخاوف السعودية ودول الخليخ إذا ما قرر استقبال اللاجئين السوريين وتسلل الموالين لبشار الأسد للأنتقام وأهتزاز استقرار السياسي لتلك الدول.

 وبدأت بصورة عاجلة عمليات التدقيق وفحص المسافرين السوريين إلى الخليج، وأصبح من الصعب على السوريين الحصول على تصاريح عمل أو تجديد تصاريح الإقامة.

وحتى الأن لم تستقبل السعودية ودول الخليخ لاجئ سوري واحد. ولذلك تفضل السعودية ودول الخليخ بمساعدة الاجئين بالمال على أن تفتح الأبواب لمساعي إيران باللعب داخل حدودها .

بالإضافة إلى ذلك، فإن تدفق الآلاف من السوريين في آن واحد يهدد بتغيير التوازن الأقتصادي الحساس للغاية، الذي تعتمد عليه دول الخليج لادامة وجودها. حيث عدد المواطنين الأصلين فى دول الخليج لا يتعدي 15% من نسبة السكان على اراضيها من العمالة الأجنبية الأقتصادية الوافدة. مثال على ذلك قطر التي يعتبر فيها السكان الأصليون 10% . 

ويسمح للأجانب بالإقامة، فقط إذا كان لديهم أو لدى أزواجهم وظائف بدوام كامل – ليس هناك إمكانية أن يبقى بشكل دائم حاليا في الخليج بدون عمل – وعندما تنتهي عقود عملهم يعود جميع المهاجرين إلى بلدانهم.

هذه هي الطريقة التي يعمل بها الخليج – مع ارتفاع معدل استبدال وإحلال العمالة الماهرة المنخفضة والعالية، والذي يسمح لسكان الخليج العربي الأصليين الحفاظ على وضعهم المهيمن، دون تجاوز من جانب العرب من بلدان أخرى أو عمال جنوب آسيا. وبالتالي تخاف تلك الدول أن تستقبل اللجئين ولا تقدر أن ترحلهم وتهيج العالم بأنتهاك حقوق الأنسان .

مخاوف أوربيا 

وعلى الجانب الأخر، كان عدد اللاجئين والمهاجرين هائل وفوق توقعات الدول الأوربية، وهذا ما يتضح فى تضارب التصاريح وأتخاذ القرارات فى دول الأتحاد الأوربي، ومخاوف البعض من تباعيات استقبال اللاجئين السورين .

وتباينت الصحف الأوربية بين مؤيد ومعارض لعل أبرزها هي مقالة جريدة التايمز بعنوان” قبول المهاجرين خطأ فادح” 

وقالت كاتبة المقال، ميلاني فيليبس، إنه يجب ألا يُنتظر من بريطانيا السماح بتدفق نازحين قد يحدث تغييرا في التوازن الثقافي في بريطانيا للأبد.

وحذرت الكاتبة من أن قبول بريطانيا لمهاجرين وصلوا بالفعل إلى أوروبا سيمثل حافزا لتهريب البشر، وقد يفضي إلى غرق المزيد ممن يحاولون الهجرة عبر البحر المتوسط.

وترى فيليبس أن الأمر ينضوي أيضا على تهديد للأمن القومي، لأن عددا غير معروف من هؤلاء المهاجرين قد يكونوا من مؤيدي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

أما فى المانيا، فقد وجهت إنتقادات لاذعة من قبل المقربين للمستشارة انجلا ميركل لترحيبها “الساذج” لقبول الاجئين, وذلك بسبب الأعداد الضخمة للاجئين.

ولكن تعلل ميركل أن المانيا تحتاج الى هؤلاء المهاجرين لأنتعاش الأقتصاد الألماني وسد فجوة نقص الأعمار الشبابية وتقدم السن فى المانيا .

وعلى جانب أخر، حذر تنظيم الدولة الأسلامية المسلمين من الهجرة لبلاد اوربا الكافرة لتجنب مخاطر المسيحية والجنس واللوط بحسب وصفهم .

وتعد أزمة المهاجرين حصاد حرب سوريا والعراق وليبيا. حيث ستشهد قارة أوربا المزيد من الاجئين، وتسلل المتشددين الجهادين، الأمر الذي يخاف منه دول الخليج أصلا فى أن يحدث على اراضيهم. ولذلك ربما ستشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرا فى خطط الحرب فى تلك الدول .