على رغم التهميش ونظرة المجتمع المتدنية لجامعي القمامة فى مصر، إلا أني مازلت أفتخر أني واحد من شعب حي الزبالين.. الحي الذي يخلص المصريين من القمامة بعد أعادة تدوير أكثر من 90% من المخالفات مرة أخرى.. الحي الذي يوجد فيه أكبر كهف كنيسة فى العالم وأهالي حي الزبالين هم الذين بنوه. والأن يوجد فيه أكبر رسم جرافيتي على مستوى مصر.
إل سيد أو “eL Seed” هو فنان تونسي-فرنسي جاء هو وفريقة إلى حي الزبالين القريب من وسط البلد، لكي يرسموا أكبر جرافينتي على مستوى مصر، ويشمل الرسومات 50 منزل متعدد الطوابق، كما يمكن مشاهدة الرسمومات الضخمة التي كتبت بالخط العربي من أعلى جبل المقطم شرق القاهرة .
” مازلت أعمل مع فريقي في حي الزبالين منذ عام على مشروعي” وجهة نظر” فى القاهرة. حتى الأن كل شئ يسير على ما يرام ونحن نثق فى أنفسنا ” هكذا كتب eL Seed على صفحته الفيس بوك .
eL Seed يعمل مع فريق من الرسامين الجرافيتي. ويعتمد إل سيد في شكل رسوماته على دمج الخط العربي المتشابك العباسي بفن رسم الجرافيتي الحديث، وخليط بين الثاقفة العربية والفرنسية حتى يعطيها المذاق الخاص لإلهام قلوب الناس، ورسم فى مدن كثيرة حول العالم منها نيويورك وجدة بالأضافة مدينته الأصلية تونس.
وتقع الرسومات الضخمة فى قلب حي الزبالين،ولا يمكن مشاهدة الرسومات الضخمة بصورة واضحة إلا من مكان محدد من أعلى مبنى داخل دير القديس سمعان الذي يطل على الجرافيتي أو من على سطح جبل المقطم.
وكتب على هذه الرسمة الضخمة مقولة قبطية من فم البابا اثانثيوس من القرن الثالث الميلادي تقول ” إن أراد أحد أن يبصر نور الشمس، فإن عليه أن يمسح عينيه’ !
ولد eL Seed من أبوين تونسيين فى إحدي ضواحي باريس، مما أثر فيه خليط الثقافة العربية والفرنسية وأيضا مزج اللغة العربية مع الفرنسية، وهذا ما عكس على طريقة شكل رسوماته التي تعتمد على الخط العربي الكلاسيكي العباسي مع فن الجرافينتي الحديث .
وعن حي الزباليين، تأثر ل سيد كثير بوضع جامعى سكان الحي المهمشين على رغم أن المصريين بدون حى الزبالين تتوقف، لأنهم يخلصون المصرين من القمامة يوميا . ولهذا كتب السيد على صفحتى الفيس بوك يقول ” جئنا أنا وفريقى لنبعث الأمل والنور فى قلوب حي الزبالين ولكي نرسم أكبر جرافيتي فى مصر مكتوب عليها مقوله تحمل الرجاء تقول: إن أراد أحد أن يبصر نور الشمس، فإن عليه أن يمسح عينيه”
Makarios Nassar is a blogger for France 24 and MCD “arablog.org” as well as a freelance journalist, photographer, and filmmaker.
تشهد حديقة الأزهر-شرق القاهرة- طيل ليل الخميس سهرات غنائية بمناسبة عيد الموسيقى ال32 برعاية المعهد الفرنسي فى مصر، والذي يتزامن ككل سنة مع قدوم فصل الصيف. وتأتي الاحتفالات هذه السنة في وقت تواجه فيه موسيقى التراث والمغنى الشعبي المصري خطر الأنقراض .
وبهذه المناسة نظم المركز الثقافي الفرنسي على مدار شهر يونيو الفني ورش موسقية ومهرجان أفلام تحت عنوان ” الموسيقة والمجتمعات فى 3 أفلام ” .
عرب لطفى هي مخرجة لبنانية حاصلة على الجنسية المصرية. شاركت بفيلم مأخوذ عنوانه من أغنية مقاومة من تراث القنال أيام العدوان الثلاثي. “سبع ليالي وصبحية” هو فيلم عن عازفي وراقصي ومغنيّ السمسمية .
وكانت عرب تشعر بحزن شديد بحال موسيقه السمسمية ومدينة بورسعيد أثناء القاء كلمة لها عن الفيلم للجمهور حيث تقول ” أنا لبنانية ولكني أعشق التراب المصري .. مصر بلد فريد عجيبة تضم ثقافات وألوان مختلفة من الموسيقة. ولكن مع الأسف، موسيقى التراث والمغنى الشعبي يختفى بسبب إهمال الدولة وعزوف الإعلام المستقل فى إحياء التراث الفني الذي يمثل هوية المجتمعات ” . وكان الفيلم وثائقي سجل علاقة عازفى وراقصي ومغني السمسمية بمدينتهم بورسعيد وذكرياتهم.
عرب لطفي مع الناقد أحمد كالفت فى قاعة المعهد الفرنسي بالقاهرة
وتحولت موسيقى التراث والمغني الشعبي من حفلات الأنس والطرب بين الناس إلى شاشات الأفلام الوثائقية والتسجلية لحفظ هذا التراث . وتشهد موسيقى التراث والمغني الشعبي مثل الموسيقة: النوبيه، الموال،المغنى البلدي، الزار،السمسمية، الواحية، الغجر،حفلات الذكر،والموسيقى البدوية .. إلى حالة غياب وتواجه خطر الإنقراض . ولهذا السبب يسعى بعض المثقفين من الفنانين إلى الإسراع فى توثيق وتسجيل هذا النوعيات من الموسيقى خوفا من انقراضها .
المكان
أحمد المغربي هو واحد من القلائل المهتمين بتوثيق وتسجيل التراث المصري من الموسيقي . حيث أسس المركز الثقافى المصري للفنون باسم” المكان” لإحياء وتجديد موسيقى التراث والمغني الشعبي بالأضافة إلى جوالاتة فى كل بقعة من مدن مصر لتصوير الفنون الشعبية القديمة للحفاظ على التراث .
واستطاع المغربي أن يوثق تلك الفنون بالصوت والصورة على أمل أن يأتي جيل جديد يقدر أن يحي هذه الموسيقى من جديد، حيث قال المغربي ” أستطعت فى توثيق 28 الف جيجا بايت من الموسيقى بالصوت والصورة بخلاف التدوين والملاحظات. وأنا متأكد أن هذه الأرشيف سيساعد جيل جديد فى إحياء موسييقى التراث والمغنى الشعبي “
وجاءت فكرة تأسيس “المكان” بعد أن استطاع المغربي- البالغ من العمر 50عاما -فى تجميع فرق موسيقية متنوعة من محافظات مصر وتقديمها للجمهور عن طريق المراكز الثقافية الأجنبية فى مصر . ولكن رأي أحمد أن تلك الموسيقى يصعب تقديمه بشكل تقليدي على خشبة المسرح بالطريقة الأيطالية ” جائت فكرة المكان عام 2002 بعد أن أنتهيت من عرض موسيقى فى المركز الثقافي الإيطالي.. ورأيت أن من الأفضل تقديم عروض تلك الموسيقى بدون خشبة مسرح وتكون بقرب الجمهور . لأن هذا النوع من الموسيقى وخصوصا المغنى البلدي كان يغنى مع الناس فى جو من الأنس والحميمية .. ومن هنا جاءت فكرت “المكان” أن تقدم العروض بدون مسرح وتأثيرات صوتية”
راقصي فرقة مزاهر . تصوير : مكاريوس نصار
.يقع “المكان” أمام ضريح سعد زغلول بالمنيرة وسط القاهرة . وكان يستخدم مبني “المكان” كا مطابع لجريدة البلاغ القديمة التي أسسها عبد القادر باشا حمزة فى الخمسينات، وفى الطابق الثاني كان مكتب عباس العقاد . والأن تحول إلى مركز ثقافي للفنون يستقبل المصريين والأجانب كل اسبوع ليشاهدوا عروض حفلات الذكر والمغنى البلدي وحفلات الزار . ويهدف “المكان” لتوثيق وتسجيل موسيقى التراث، وإحياء وتجديد موسيقى التراث والمغنى الشعبي .
والجدير بالذكر أن أحمد المغربي عمل كاملحق ثقافي فى السفارة المصرية بباريس لمدة 3 سنوات قبل تأسيس ” المكان”، الأمر الذي ساعده فى تقديم الفرق الموسقية “المكان” للكثير من الدول الأوربيه، حيث عمل أكثر من 40 ورشة موسقية فى أوربا لتجديد التراث والمأثور بالأضافة إلى إقامة حفلات كثيرة فى أوربا. وفى عام 2010 حصل على جائزة من جامعة أنديانا للموسيقى كاهم مؤسسة لحفظ التراث فى العالم العربي والأسلامي .
وتأتي المفارقة هنا أن المغربي حول الموسيقى التراث التي تواجة الأنقراض الى العالمية بفضل الدعم الأجنبي مع تجاهل وزراة الثقافة بمشروعه، ويري المغربي أن من أسباب تهميش موسيقى التراث والمغنى الشعبي هو إهمال الدولة وعزوف رجال الأعمال فى دعم التراث ،وتشويه الأعلام والقنوات الخاصة للفنون الشعبية حيث قال المغربي ” ذهب إلى رجل أعمال ما لتنشيط السياحة وعرض له فكرة مكان .. وبعدها رفض بحجة أن السائح الأجنبي لا يروق للموسيقة الشعبية المصرية ولا يفهمها.. أنه مستعد أن يدفع 200,000 دولار فى مغني أجنبية ولا يدفع 10 الألاف جنية لفرقة تقدم الفن المصري الأصيل من موسيقى التراث التي تمثل الهوية المصرية ”
أم سامح رئيسة فرقة مزاهر لغناء الزار فى “المكان” . تصوير : مكاريوس نصار
ويري أحمد المغربي أن فترة حكم السادات قضت على الثقافة فى مصر بسياسة الأنفتاح على السوق الغربي وأهمال المنتج الداخلي مما أدى إلى تقليد الغرب، وصعود الجمعات الإسلامية المتشددة التى تري أن الموسيقى والمغني البلدي حرام وهذا ما أختبره المغربي عندما كان طالب فى الجامعة ” فى يوم ما كنت أنا وزملائي الطلبة نقدم العروض الفنية من مسرح وطرب .. وبعدها هجمت الطلاب الأسلاميين المتشددين على المهرجان وحطموها والأمن يتفرج ولا يتدخل ”
ومن الأسباب الرئيسية فى غياب الوعي الثقافى والفني فى مصر وتهميش موسيقى التراث هو غياب الطبقة المتوسطة التي بدوره الحفاظ على التقاليد وكل ما يتعلق بهوية الدولة فى أي مجتمع . والسبب الأخر أن الدولة لا ترغب فى ثقافة المجتمع حتى لا يهتموا بالأمور السياسية .
ويسعى أحمد المغربي بتأسيس مدراس للأطفال لتدريس وتعليم الأطفال على الألات الموسقية القديمة وحفظ المغنى البلدي ” أسست مدرسة بقرية شتانوف بالفيوم لتعليم الأطفال الفنون المصرية القديمة والذي لقى نجاح حتى الأن وأتمني لو أتوسع على مستوى المحافظات “
وعندما سألت رئيسة فريق مزاهر خمسينية العمر “أم سامح” التى تقدم عروضها الموسيقة فى المكان عما إذا كانت قلقة بشأن أختفاء موسيقى الزار قالت ” أنا حزينة جدا وأنا أغني الزار أمام الجمهور بالرغم أن تعبيرات وجهي لا يظهر ذلك.. ذلك لأن موسيقة الزار ستنقرض بسبب أنه لا يوجد جيل جديد تربي على تعليم وتسليم هذه الموسيقة”
بعض الأجانب الذين انبهروا بموسيقة فرقة مزاهر يلتقطون صور تذكارية مع أم سامح . تصوير: مكاريوس نصار
الألحان القبطية
وعلى النقيض، توجد موسيقى مصرية أستمرت حية أكثر من 2000 عام ولا تواجة تهديد الإنقراض بسبب تسليمها من جيل إلى جيل بعكس أنواع الموسيقى الأخرى، وهي الموسيقى أو الألحان القبطية . ولكنها ظلت ترتل داخل أسوار الكنيسة فقط على مر العصور ولا يعرفها الكثير من المصريين بالرغم انها ممتدة من الموسيقى الفروعنية لأنها تنطق باللغة القبطة .حيث تعتبر موسيقى الكنيسة القبطيةالبوابة الوحيدة لمعرفة موسيقى مصر القديمة، فشامبليون لم يستطع تأويل لغة مصر القديمة إلا بعد دراسته اللغة القبطية، حينما ثبت له أن الاقباط هم السلالات الممتدة لشعب مصر القديم.
وسر الحفاظ على الموسيقة القبطية من جيل إلى جيل هي وظيفة “المعلم” أي الملقن المخصص بتحفيظ الألحان القبطية للأطفال فى مدارس الأحد على مستوى كل الكنائس فى مصر . وهذا يعتير جهد فردي معتمد على شخص المعلم وما حفظه من معلم قبله .
ولكن يرى جورج كيرلس- أول فنان وباحث قبطي فى الموسيقى القبطية- عكس ذلك، ويريد أن يتخذ نهج مختلف عن فكر مؤسسة الكنيسة لحفظ الألحان القبطية للخروج بها خارج أسوار الكنيسة لعرضها للمصريين حيث قال كيرلس فى هذا الصدد ” الكنيسة القبطية مشكورا قامت بدورها لحفظ الألحان القبطية على مدار 2000 عام .. وبدون الكنيسة لكانت أختفت الألحان القبطية .. ولذلك جاء الوقت لإظهار هذه الموسيقى للجمهور فى مصر والعالم بشكل علمي “
جورج كيرلس يعمل كا مهندس ولكنة درس الموسيقة وحصل على الماجستير من أكادمية الفنون فى مصر ويعمل الأن أستاذ الموسيقة بجامعة حلوان . وعمل أول اوركسترا قبطي مكون من 4 فرق من الملحنيين والعازفين لموسيقى القبطية . والأن فى كل أسبوع يظهر على شاشة قناة سات7 وبرنامج “ما وراء الألحان” يرتل ويشرح فيها كل لحن من أكثر 1000 لحن، والخلفية التاريخية للحن، وأوقات تغمرة المشاعر والدفئ ويبكي .
” أستطعت أن أدرس الألحان القبطية بشكل دقيق وأكتبها بشكل ممنهج وعلمي حتى يستطيع للدراسين أن يدرسوها فى الجامعات “
الجدير بالذكر أن علوم “القبطيات” تدرس فى الجامعات الأمريكية وبعض الجامعات الأوربية ولكن لا يوجد قسم لدراسة الموسيقة القبطية لصعوبة فهم مقامات الألحان والخلفية التاريخية لها على حسب قول كيرلس .
لم يخطر على بال سامح على الإطلاق أن يقع فى حب فتاة مسلمة، وذلك بسبب تربيته الروحية المنغلقة داخل الكنيسة المتعلقة بالشعائر والطقوس التي لا تسمح بزواج قبطي بفتاة مسلمة بسبب إختلاف الدين!
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ لم يعلم سامح -الشاب القبطي البالغ من العمر 26 عاماً الذي يتميز بوشم الصليب على معصم يده اليمنى – أن الحب لا دين له !
“للأسف ! كنت ضحية تربية العبادة الشكلية والتدين المظهري والتعصب الديني الذى يكرم الله بحركات الشفايف والجسد، أما القلب فمبتعد عن الله . لذلك شاء الله أن أقع في حب فتاة مسلة لأنها أحبتني أولا بدون شرط وبرغم إختلافي لكوني مسيحي .. أحببتها برغم حجابها وهي أحببتني برغم وشم صليبي على يدي اليمنى”
وأضطر سامح إلى إخفاء وشم الصليب خوفاً على حبيبته من الإعتقال أو ربما القتل لمجرد علاقة حب مع مسيحي، لأنه يعلم أن الدنيا تقوم ولا تجلس ،وربما يواجه الحبس أو القتل، أذا علم أحد بعلاقة الحب بينهما .
يضيف سامح بنبرة حزينة “كنت ألبس ملابس شتوية فى فصل الصيف الحار لإخفاء صليبي عند مقابلتي مع حبيبتي خوفاً على سلامتها لأن المجتمع يرفض حب أو زواج مسيحي من فتاة مسلمة”
الغريب فى الأمر أن سامح هو واحد من ملايين الأقباط الذين يتميزون بدق وشم الصليب على معصم اليد اليمنى عن باقي مسيحيين العالم، حيث تقول التقارير أن 95% من الأقباط أي حوالي 40 مليون قبطي يحملون وشم الصليب على معصم اليد اليمنى فى مصر وحول العالم !فما هي قصة دق وشم الصلبان فى مصر؟ ولماذا الأقباط المسحيين تحديداً دون المسحيين حول العالم يحملون وشم الصليب على اليد اليمنى؟
معظم الأقباط يدقون وشم صليب صغير على اليد اليمنى بعد 40 يوما بعد الولادة.
ولمعرفة الإجابة، ذهبت مع جرجس غبريال أشهر فنان فى دق الصلبان بين الأقباط فى مصر والعالم إلى حي مصر الجديدة شمال القاهرة لمقابلة سيدة أمريكية متزوجة من رجل قبطي ومقيمة فى مصر منذ 20 عاماً التي كتبت على الفيس بوك لجيرانها”اليوم أنا فى غاية السعادة لإستضافة أشهر فنان فى دق الصلبان فى شقتي لدق وشم الصلبان لأولادي..ومرحبا لكل من يحب أن يدق وشم الصليب ..وتكلفة دق وشم الصليب 50 جنية مصري للفرد “
وبعد أن أنتهت هانا- من دق وشم الصليب -ابنة السيدة لويس الأمريكية قالت لي وهي سعيدة :” اليوم يوم مختلف فى حياتي لدق الصليب، حيث كنت أريد دق وشم الصليب منذ زمن لأتذكر آلالام وموت المسيح على الصليب فى كل مرة أنظر فيها الوشم على يدي”
تشعر هانا بالقلق فى ايجاد عمل مناسب بسبب التميز على حساب الصليب
جرجس غبريال البالغ من العمر43 سنة هو أشهر فنان قبطي فى دق الصلبان في مصر بحسب بعض الصحف والمجلات العالمية التى كتبت عنه . حيث بدأ دق وشم الصليب منذ 28 سنة عندما كان صبيا يراقب أبية وهو يدق وشم الصليب للزبائن، ولكن يختلف جرجس عن أبيه فى مفهومه عن هذه الحرفة ،حيث يقول :” أنا صاحب رسالة ورؤية لتوصيل هذه الثقافة القبطية بدق وشم الصليب إلى جميع العالم “
الخلفية التاريخية لوشم الصليب :
يعتبر جرجس اسرع فنان قبطى فى دق الصلبان فى اقل من 10 ثوانى
الجدير بالذكر أن غالبية الأقباط لا يعرفون الخلفية التاريخية لهذه الثقافة وفى أي وقت أتت ؟ بما فى ذلك كبار القاده الدينة للأقباط، وعندما سألت واحد منهم اسمه الأنبا أبانوب رئيس دير القديس سمعان بجبل المقطم شرح لي وقال :”لم أقرأ فى حياتى عن تاريخ ثقافة وشم الصليب.. ولا تدرس فى المدارس والجامعات القبطية بسبب أن لا احد يعرف بالتحديد متى وفى أى عصر بدأت ثقافة وشم الصليب “
ولهذا السبب يثير إستياء جرجس عدم أهتمام الكنيسة لهذه الثقافة ” يجب على الكنيسة القبطية الأهتمام بثقافة دق وشم الصليب لأنها تمثل الهوية القبطية .. ويجب تدريسها فى المدارس والجامعات القبطية . وأيضا إنشاء نقابة لفناني دق الصلبان فى مصر للحفاظ على هذه الثقافة “
أما عن الخلفية التاريخية لثقافة وشم الصليب قال جرجس :” ظهر دق وشم الصليب على اليد اليمنى مع بداية العصر الرومانى حتى مع بداية الفتح الأسلامى لمصر فى القرن الخامس الميلادى، حيث كان يضطهد الأقباط ويتم تعذيبهم وقتلهم بسبب الدين مما أدى إلى استشهاد الملايين من الأقباط . فوشم الصليب هو رمز للديانة المسيحية وتمسك الأقباط بدينهم وأيضا لتمييز القبطى عن الغزاة لمصر “
وهذه ما أكدته جنى قادمة من لبنان مخصوص لدق الصليب ” أن وشم الصليب بالنسبة لها غير ضروري فى العصر الحديث، ولكن مع أضهاد المسيحيين فى الشرق الأوسط وما نشهده فى هذه الأيام ،أصبح دق وشم الصليب حاسم وضروري لأعلان ثباتي فى الأيمان المسيحىي “
يظهر فى مجلة “لا في ” الفرنسية يد مرسوم عليها صليب قبطي
مجدي إسحق، أشهر هاوي تربية حمام فى جميع أنحاء مصر -جعل من برج الحمام بيتاً يتبادل فيه المشاعر والحب مع حماماته منذ 20 عاماً.
مجدى اسحق الشهير ب كوكا
“لم أتزوج حتى الآن بسبب الحمام، ولولا الحمام لكنت متزوج منذ زمن “، يقول مجدي إسحق المعروف بـ “كوكا” والبالغ من العمر 28 عاماً، ويضيف “الحمام بالنسبة لي حياتي وأمرأتي وأولادي”!
يسكن كوكا فى منزل أشبه بحديقة حيوانات من الطابق الأول حتى الطابق الأخير، إذ يسكن فى الطابق الأول البقر، الطابق الثاني الكلاب، ويسكن الأوز والدجاج والبط والديك الرومي والطيور فى الطابق الرابع، وعلى سطح المنزل يربي الخرفان والماعز. أما برج الحمام فيقع في منتصف السطح بإرتفاع 20 متر في وسط جبال حي منشأة ناصر المليئة بأبراج الحمام في شمال القاهرة. “يا إلهي” كلمة ستقولها لوصف المنظر بعد أن تصعد إلى برج الحمام ، فمشاهدة القاهرة من أعلاه منظر بغاية جمال!
تبلغ أرتفاع برج خمام -مجدى الشهير ب كوكا – حوالى 20 متر
بدأ كوكا تربية الحمام منذ 20 عاماَ، عندما كان طفلاً في الثامن من عمره: “بدأت حياتي مع الحمام وأنا عندي 8 سنوات، عندما أهداني عمي حماماتين لأعتني بهما .. فرحت بهما كثيراً حتى كنت ألعب معهما وأنام بجوارهما على فراشي. ومنذ ذلك الحين بدأت أبني برج الحمام الذي إستغرق بناؤه 15 عاماً! وأصبح عدد الحمام فيه 500 حمامة حتى الأن من كل أنواع”.
يعتبر كوكا أشهر هاوي تربية حمام فى مصر، إذ ظهر في وسائل إعلام غربية عدة مرات . وفي كثير من الأوقات يستقبل الزائرين الأجانب في برج الحمام ليستمتعوا بجمال غروب الشمس مع تحليق الحمام فوق رؤوسهم.
احد الزائرين داخل برج حمام كوكا
ويختلف هواة الحمام في أغراض تربيتهم للحمام . بعض هواة الحمام يربي الحمام ليذبح ويأكلون منهم، وبعض أخر بغرض الهواية فقط . ولكن يختلف كوكا عن هؤلاء إذ يقول ” أنا أربي الحمام لأني أحب الحمام مثل نفسي، وأيضاً أربي الحمام لغرض المنافسة مع باقي أبراج الحمام في مصر”.
وتجري مسابقة طير الحمام بين المتنافسين من هواة الحمام مرة أو مرتين في السنة وخصوصاً في فصل الشتاء ،لأن الحمام لا يتعب من الطير فى الجو البارد . يأخذ كل منافس حوالي مائة حمامة إلى مدينة بعيدة عن مدينته التي يسكن فيها، وبعدها يختم كل منافس حماماته بخاتم مطبوع عليه إسم الهواي ورقم هاتفه، ثم بعد ذلك يطلق كل منافس الحمام فى الهواء . وينتصر المنافس على خصمه فى حالة رجوع كل الحمام مع بعض حمام خصمه الى برج حمامه.
” لم أخسر بعد في أي مسابقة حتى الآن! لأني ببساطة أحب الحمام وأعامله بحب والحمام يشعر بذلك ويقدر حبي، والمعروف بأن الحمام لا يخون من يحبه، وهذا ما يجعلنى مختلف عن باقي هواة الحمام”.
يستطيع كوكا التحدث مع حماماته من خلال لغة صفارته وبعض علامات أخرة. والعجيب أن الحمام يفهمه ويطيعه: “انا أعلم الحمام ما أريده من خلال لغة الصفارة ولغة الإشارة في وقت التحليق ، واذا لم يطعني أى من الحمام، أحرمه من الطعام والتحليق لمدة يوم أو يومين، وهذا ايضاً يجعلني مختلف عن باقي الهواة لأنهم لا يفهمون في فن تدريب وتأديب الحمام”.
وتعتبر تربية الحمام مكلفة وصعبة، حيث تبلغ كلفة بناء برج الحمام حوالي خمسين ألف جنيه مصري، وتتراوح كلفة طعام الحمام من ألف الي ألفين جنيه فى كل شهر.
ومع مخاوف إنتشار مرض انلفونزا الطيور، أمرت الحكومة بقتل كل حمام كوكا، ولكن كوكا منع الحكومة من القيام بذلك وهددهم قائلا “أنا كنت مثل المجنون عندما قلت لهم.. سأقتل أي شخص يحاول قتل أي من حماماتي أو هدم برج الحمام” وبالفعل لم يتسطع أحد المس بأي حمامة من برج حمام كوكا!