الممثل الكبير عماد حمدي في فيلم “الخرساء” يعلمنا أن الطبيب هو صاحب رسالة مشهود له بالأمانة وسند للفقير والمحتاج، على عكس ما نعيشه ونراه الأن تحت مفهوم “كليات القمة” التي رسخت التميز بين الناس وأصبحت مهنة الطبيب بمثابة تجارة لايبالي بالفقير والمسكين إلا بمستواة المعيشي !
وقد أصابني شئ من الذهول وقت مشاهدة الفيلم، وعماد حمدي يجسد شخصية طبيب ترك أسرتة ليذهب بعيداً من مدينته بورسعيد ليخدم بأحدى القرى الفقيرة التي يسيطر عليها عتريس محتكر تجارة الأسماك والصيد، ويعامل الصيادون كالعبيد.
ولكن هذا الطبيب لم يسكت، بل ضحى بمالة وعرض نفسة للخطر والقتل، وخدمة المحتاجين فى سبيل تحرير هؤلاء الصيادون من بطش محتكر سوق الأسماك . وهذا ما أحزن قلبي على حال الأطباء هذا اليوم وعلى حال ما يسمونه أصحاب خريجي “كليات القمة” الذين يهتمون فقط بمستواهم المعيشي والبرستيج الأجتماعي!
هذا ما كان عليه الطبيب أيام أفلام الأبيض والأسود، ولكني ليس لي الحق أن أدين كل أطباء اليوم ولا خرجين بما يسمى “كليات القمة”.. لأن يوجد في وسطهم أطباء أصحاب رسالة وكفائة أمثال ملك القلوب مجدي يعقوب وأن كان لم يره النجاح الى فى خارج مصر. ولكني أكتب وأنتقد سياسة الدولة عن ما يسمى كليات القمة التي بشأنها ترسيخ التميز العنصري بين المصريين وتأثيرة السلبي على المجتمع .
منذ عدة أشهر من هذا العام، ظهر وزير العدل السابق-محفوظ صابر- فى احدى القنوات المصرية الخاصة وصرح أن ” الزبال لا يحق له أن يكون قاضياً”وعلى الرغم من أن هذا الوزير التافه إستقال بعد موجة من غضب رواد الفيس بوك والرأي العام، إلا أن هذا المشهد يعكس التميز العنصري والطبقي وكأن يوجد شعبين فى مصر .
وأصبح التميز العنصري مرض نتعايش معه فى كل يوم بكل تعالي وكبرياء ضد أنفسنا منقسمين إلى غني وفقير، مسلم ومسيحي، طبيب وزبال، مهندس وسباك، سلفي وعلماني، مدني أو عسكري، وشخص يسكن فى حي شعبي وأخر يكسن فى حي راقي.
وجاءت سياسات الحكام فى مصر بمبدأ” فرق تسد” لترسخ التميز العنصري بين الناس بتطبيق مفهوم كليات القمة لتربي أجيال وأجيال على روح التميز والأنقسام وإهدار المواهب والكفاءات التي بشأنها أن تتقدم الشعوب.
وهذا هو حال الشعوب العربية في التعليم الفاشل، حيث ننتج متعلمون ولا ننتج مثقوفون, وأصبح لا فرق بين الطبيب والزبال، والمهندس والسباك إلا بالنجاح والعمل ومكارم الأخلاق. لأن العمل شرف.. العمل واجب. العمل أمانة .
لم يخطر على بال سامح على الإطلاق أن يقع فى حب فتاة مسلمة، وذلك بسبب تربيته الروحية المنغلقة داخل الكنيسة المتعلقة بالشعائر والطقوس التي لا تسمح بزواج قبطي بفتاة مسلمة بسبب إختلاف الدين!
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ لم يعلم سامح -الشاب القبطي البالغ من العمر 26 عاماً الذي يتميز بوشم الصليب على معصم يده اليمنى – أن الحب لا دين له !
“للأسف ! كنت ضحية تربية العبادة الشكلية والتدين المظهري والتعصب الديني الذى يكرم الله بحركات الشفايف والجسد، أما القلب فمبتعد عن الله . لذلك شاء الله أن أقع في حب فتاة مسلة لأنها أحبتني أولا بدون شرط وبرغم إختلافي لكوني مسيحي .. أحببتها برغم حجابها وهي أحببتني برغم وشم صليبي على يدي اليمنى”
وأضطر سامح إلى إخفاء وشم الصليب خوفاً على حبيبته من الإعتقال أو ربما القتل لمجرد علاقة حب مع مسيحي، لأنه يعلم أن الدنيا تقوم ولا تجلس ،وربما يواجه الحبس أو القتل، أذا علم أحد بعلاقة الحب بينهما .
يضيف سامح بنبرة حزينة “كنت ألبس ملابس شتوية فى فصل الصيف الحار لإخفاء صليبي عند مقابلتي مع حبيبتي خوفاً على سلامتها لأن المجتمع يرفض حب أو زواج مسيحي من فتاة مسلمة”
الغريب فى الأمر أن سامح هو واحد من ملايين الأقباط الذين يتميزون بدق وشم الصليب على معصم اليد اليمنى عن باقي مسيحيين العالم، حيث تقول التقارير أن 95% من الأقباط أي حوالي 40 مليون قبطي يحملون وشم الصليب على معصم اليد اليمنى فى مصر وحول العالم !فما هي قصة دق وشم الصلبان فى مصر؟ ولماذا الأقباط المسحيين تحديداً دون المسحيين حول العالم يحملون وشم الصليب على اليد اليمنى؟
معظم الأقباط يدقون وشم صليب صغير على اليد اليمنى بعد 40 يوما بعد الولادة.
ولمعرفة الإجابة، ذهبت مع جرجس غبريال أشهر فنان فى دق الصلبان بين الأقباط فى مصر والعالم إلى حي مصر الجديدة شمال القاهرة لمقابلة سيدة أمريكية متزوجة من رجل قبطي ومقيمة فى مصر منذ 20 عاماً التي كتبت على الفيس بوك لجيرانها”اليوم أنا فى غاية السعادة لإستضافة أشهر فنان فى دق الصلبان فى شقتي لدق وشم الصلبان لأولادي..ومرحبا لكل من يحب أن يدق وشم الصليب ..وتكلفة دق وشم الصليب 50 جنية مصري للفرد “
وبعد أن أنتهت هانا- من دق وشم الصليب -ابنة السيدة لويس الأمريكية قالت لي وهي سعيدة :” اليوم يوم مختلف فى حياتي لدق الصليب، حيث كنت أريد دق وشم الصليب منذ زمن لأتذكر آلالام وموت المسيح على الصليب فى كل مرة أنظر فيها الوشم على يدي”
تشعر هانا بالقلق فى ايجاد عمل مناسب بسبب التميز على حساب الصليب
جرجس غبريال البالغ من العمر43 سنة هو أشهر فنان قبطي فى دق الصلبان في مصر بحسب بعض الصحف والمجلات العالمية التى كتبت عنه . حيث بدأ دق وشم الصليب منذ 28 سنة عندما كان صبيا يراقب أبية وهو يدق وشم الصليب للزبائن، ولكن يختلف جرجس عن أبيه فى مفهومه عن هذه الحرفة ،حيث يقول :” أنا صاحب رسالة ورؤية لتوصيل هذه الثقافة القبطية بدق وشم الصليب إلى جميع العالم “
الخلفية التاريخية لوشم الصليب :
يعتبر جرجس اسرع فنان قبطى فى دق الصلبان فى اقل من 10 ثوانى
الجدير بالذكر أن غالبية الأقباط لا يعرفون الخلفية التاريخية لهذه الثقافة وفى أي وقت أتت ؟ بما فى ذلك كبار القاده الدينة للأقباط، وعندما سألت واحد منهم اسمه الأنبا أبانوب رئيس دير القديس سمعان بجبل المقطم شرح لي وقال :”لم أقرأ فى حياتى عن تاريخ ثقافة وشم الصليب.. ولا تدرس فى المدارس والجامعات القبطية بسبب أن لا احد يعرف بالتحديد متى وفى أى عصر بدأت ثقافة وشم الصليب “
ولهذا السبب يثير إستياء جرجس عدم أهتمام الكنيسة لهذه الثقافة ” يجب على الكنيسة القبطية الأهتمام بثقافة دق وشم الصليب لأنها تمثل الهوية القبطية .. ويجب تدريسها فى المدارس والجامعات القبطية . وأيضا إنشاء نقابة لفناني دق الصلبان فى مصر للحفاظ على هذه الثقافة “
أما عن الخلفية التاريخية لثقافة وشم الصليب قال جرجس :” ظهر دق وشم الصليب على اليد اليمنى مع بداية العصر الرومانى حتى مع بداية الفتح الأسلامى لمصر فى القرن الخامس الميلادى، حيث كان يضطهد الأقباط ويتم تعذيبهم وقتلهم بسبب الدين مما أدى إلى استشهاد الملايين من الأقباط . فوشم الصليب هو رمز للديانة المسيحية وتمسك الأقباط بدينهم وأيضا لتمييز القبطى عن الغزاة لمصر “
وهذه ما أكدته جنى قادمة من لبنان مخصوص لدق الصليب ” أن وشم الصليب بالنسبة لها غير ضروري فى العصر الحديث، ولكن مع أضهاد المسيحيين فى الشرق الأوسط وما نشهده فى هذه الأيام ،أصبح دق وشم الصليب حاسم وضروري لأعلان ثباتي فى الأيمان المسيحىي “
يظهر فى مجلة “لا في ” الفرنسية يد مرسوم عليها صليب قبطي
مجدي إسحق، أشهر هاوي تربية حمام فى جميع أنحاء مصر -جعل من برج الحمام بيتاً يتبادل فيه المشاعر والحب مع حماماته منذ 20 عاماً.
مجدى اسحق الشهير ب كوكا
“لم أتزوج حتى الآن بسبب الحمام، ولولا الحمام لكنت متزوج منذ زمن “، يقول مجدي إسحق المعروف بـ “كوكا” والبالغ من العمر 28 عاماً، ويضيف “الحمام بالنسبة لي حياتي وأمرأتي وأولادي”!
يسكن كوكا فى منزل أشبه بحديقة حيوانات من الطابق الأول حتى الطابق الأخير، إذ يسكن فى الطابق الأول البقر، الطابق الثاني الكلاب، ويسكن الأوز والدجاج والبط والديك الرومي والطيور فى الطابق الرابع، وعلى سطح المنزل يربي الخرفان والماعز. أما برج الحمام فيقع في منتصف السطح بإرتفاع 20 متر في وسط جبال حي منشأة ناصر المليئة بأبراج الحمام في شمال القاهرة. “يا إلهي” كلمة ستقولها لوصف المنظر بعد أن تصعد إلى برج الحمام ، فمشاهدة القاهرة من أعلاه منظر بغاية جمال!
تبلغ أرتفاع برج خمام -مجدى الشهير ب كوكا – حوالى 20 متر
بدأ كوكا تربية الحمام منذ 20 عاماَ، عندما كان طفلاً في الثامن من عمره: “بدأت حياتي مع الحمام وأنا عندي 8 سنوات، عندما أهداني عمي حماماتين لأعتني بهما .. فرحت بهما كثيراً حتى كنت ألعب معهما وأنام بجوارهما على فراشي. ومنذ ذلك الحين بدأت أبني برج الحمام الذي إستغرق بناؤه 15 عاماً! وأصبح عدد الحمام فيه 500 حمامة حتى الأن من كل أنواع”.
يعتبر كوكا أشهر هاوي تربية حمام فى مصر، إذ ظهر في وسائل إعلام غربية عدة مرات . وفي كثير من الأوقات يستقبل الزائرين الأجانب في برج الحمام ليستمتعوا بجمال غروب الشمس مع تحليق الحمام فوق رؤوسهم.
احد الزائرين داخل برج حمام كوكا
ويختلف هواة الحمام في أغراض تربيتهم للحمام . بعض هواة الحمام يربي الحمام ليذبح ويأكلون منهم، وبعض أخر بغرض الهواية فقط . ولكن يختلف كوكا عن هؤلاء إذ يقول ” أنا أربي الحمام لأني أحب الحمام مثل نفسي، وأيضاً أربي الحمام لغرض المنافسة مع باقي أبراج الحمام في مصر”.
وتجري مسابقة طير الحمام بين المتنافسين من هواة الحمام مرة أو مرتين في السنة وخصوصاً في فصل الشتاء ،لأن الحمام لا يتعب من الطير فى الجو البارد . يأخذ كل منافس حوالي مائة حمامة إلى مدينة بعيدة عن مدينته التي يسكن فيها، وبعدها يختم كل منافس حماماته بخاتم مطبوع عليه إسم الهواي ورقم هاتفه، ثم بعد ذلك يطلق كل منافس الحمام فى الهواء . وينتصر المنافس على خصمه فى حالة رجوع كل الحمام مع بعض حمام خصمه الى برج حمامه.
” لم أخسر بعد في أي مسابقة حتى الآن! لأني ببساطة أحب الحمام وأعامله بحب والحمام يشعر بذلك ويقدر حبي، والمعروف بأن الحمام لا يخون من يحبه، وهذا ما يجعلنى مختلف عن باقي هواة الحمام”.
يستطيع كوكا التحدث مع حماماته من خلال لغة صفارته وبعض علامات أخرة. والعجيب أن الحمام يفهمه ويطيعه: “انا أعلم الحمام ما أريده من خلال لغة الصفارة ولغة الإشارة في وقت التحليق ، واذا لم يطعني أى من الحمام، أحرمه من الطعام والتحليق لمدة يوم أو يومين، وهذا ايضاً يجعلني مختلف عن باقي الهواة لأنهم لا يفهمون في فن تدريب وتأديب الحمام”.
وتعتبر تربية الحمام مكلفة وصعبة، حيث تبلغ كلفة بناء برج الحمام حوالي خمسين ألف جنيه مصري، وتتراوح كلفة طعام الحمام من ألف الي ألفين جنيه فى كل شهر.
ومع مخاوف إنتشار مرض انلفونزا الطيور، أمرت الحكومة بقتل كل حمام كوكا، ولكن كوكا منع الحكومة من القيام بذلك وهددهم قائلا “أنا كنت مثل المجنون عندما قلت لهم.. سأقتل أي شخص يحاول قتل أي من حماماتي أو هدم برج الحمام” وبالفعل لم يتسطع أحد المس بأي حمامة من برج حمام كوكا!
هذهِ الكلمات التى تنزف دماً أكتبها من سجن زنزانتي ! اكتبها وأنا مكبل اليدين وظهرى المنحنى ملتهب يصرخ ألماً من شدة وقسوة السياط .. وقلبى المسكين مطعون بخنجر اليأس .. وصارت دموعى تنزف كقطرات دم دون أن تتوقف لحظة واحدة ولا طرفة عين …
أنا العبد .. ولكنى فى الأصل أمير ! أنا المقيد .. ولكني فى الأصل حر ! أنا القبيح .. ولكني فى الأصل جميل ، أنا الأن لي اسم اني حى ولكنى ميت ! آآآه على حالى فهذا ما كان على بالى !
فأنا ما أنا .. أنا قد تاه وضل الطريق وقدرى الحسرة والضيق ! بعد ما كنت أسكن فى النور ، أجلس الأن فى الظلمات .. وبعد ما كان الكون كله بيتى ، اصبحت محدود الحركة بخطوة أو خطوتان على حسب طول سلسة قيودى بين أربعة جدران فى سجن تملئه الجرذان .. أصرخ ولا احد يستجيب .. أبكى ويدى لا تقدر أن تعلوا لتمسح دموعى بسبب طول سلسلتى القصير.. دائما جوعان وعطشان ولا معين لأنى سجين !
حقا أنا السبب ..آه لوكنت سمعت لكلام أبى الملك وألتزمت بوصياه .. كنت مازلت حراً من كل الأشياء . كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا ! حقا كم أنا غبى ولا أستحق النعمة . ياليت الزمن يعود ويرجع إلى الوراء قبل أن أختار إختيارى الملعون المشؤوم المميت .. ولكنه كان خيارصعب وفيه غموض يبعث بالأسرار .. خيار غير مألوف ولا سمعت عنه من ذى قبل .. ولست أدرى أذ ينطبق علية كلمة خيار أم لا .. فهو ليس خيار بين شيئان أو اكثر, ولكنه كان خيارا بين شيئا واحدا .. نعم شيئا واحد .. شيئا واحدا لا اكثر ولا أقل !
ولا يدل أن هذا الخيار كان إجباريا لكونه إختيار بين شيئا واحد , ولكن كان خيارا بين شيئا واحدا فى داخله يحتوى على طريقان مفترقان عكس بعضهما .. وهذا الشئ الوحيد المختار هو الحرية!
والحكاية أنه فى يوم عجيب جاء أبى الحبيب وقالى لي : يا أبنى الحبيب ووريثى الوحيد .. لقد جاء الوقت المهيب لتختار الطريق .. فعليك أن تختار الأختيار الوحيد .. بين الحرية.. أم الحرية !!
فقلت لأبي الملك بأستغرابا شديد : بين الحرية.. أم الحرية ! ولكنها نفس الكلمة! .. نفس الحروف .. ونفس النطق ! أين فى ذلك الأختيار ؟!
قال أبى الحكيم : أنظر وتأمل طبيعة مملكتى وأنت تفهم .. الإنتماء والتكريس والنذر هما تاج الحرية ! فالقمر ينتمى للشمس والشمس يضئ القمر .. والشمس والقمر كلاهما ينتميان إلى الأرض ، والأرض ينتمي إليهما ويسلك فى مسار مخصص لا يحيد عنه . فالشمس تشرق وتغرب والقمر يضيئ ويتلالأ والأرض تدور وتتنوع فصولها .. نهارا وليلا .. صيفا وخريفا وشتاءا وربيعا .. ورأيت أن هذا حسنا جدا وجميل !
وعملت الأمر نفسه على الأرض .. حيث جعلت يا ولدى الأمير الحرية متجسدة فى الكائنات الحية : الزوجة نذيرة الى زوجها ،والفلاح ينتمى إلى إرضه ، والجندى مخصص الى جيشه ،والراهب مكرس الى ربه .. فالتكريس والتخصص والنذر هما دستور مملكتى والحرية لكل من أتبع طريق التكريس والإنتماء !
وأكمل أبى الملك حديثه قائلا: ها إنى قد جعلتك يا أبنى العزيز متسلط على كل الأشياء فى مملكتى ولايعوزك شئ من حنانى وسلطانى ، والكل ينحنى إليك من شعبى وتحت مجدك وبهائك .. فا أنت أبنى ووريثى الوحيد !
وها قد جعلتك يا أبنى الوحيد .. وحيدا فى كل شيئ .. فا أنت الوحيد فى مملكتى له حق الاختيار .. فكل الأشياء فى مملكتى لا تمتلك إرادة الاختيار .. وانت الوحيد فى مملكتى له عقل ليبتكر ويخترع به .. وانت الوحيد فى مملكتى يتمتع بالحرية ويميز بين الخير والشر .. وانا يا ابنى الوحيد أحترم حريتك مهما كان أختيارك ! ..
وها أنا قد جعلت أمامك طريقان : طريق الجهل والحكمة ،وطريق الموت والحياة .. فأختار الحياة فتحيا ؟! …
فوجدت لسانى يتحرك ليقاطع كلام أبى المقدس داخل القصر العظيم وكأن كل الأشياء داخله وخارجه توقفت فجأة لتنصت ما عسى أن أقوله لأبى المقدس .. فقلت : ولماذا يا أبى الملك جعلتنى الوحيد صاحب العقل والأرادة والحرية فى الاختيار ؟!
-لأن محبة أبدية احببتك ،لذلك أدمت لك الرحمة !
وبعدها أنصرفت من أمام وجه الملك ذاهبا الى غرفتى وانا فاقد الحس والأدراك بالأشياء من وهلة الحديث مع أبى الذى كان سيف قاطع ..قطع بين طفولتى وشبابى ! فتحت الباب وجلست على كرسي المتأرجح أفكر فى حديثى مع الملك .. وأخذت أتأرجح بالكرسي مائلا للوراء تارة وللأمام تارة ..وأصابع يدى مشغولة بخصلات شعرى الأسود الطويل .. وقطتى السمراء تقفز على حجرى تلعب وتنونو . وفجأة أنفتحت أبواب نافذة الغرفة بقوة وبصوت صارخ من شدة الرياح ،حيث تجمعت السحب وهب الرياح وأنحجبت الشمس وراء السحب وأنبثق اصوات البرق ونزل المطر ..
كل هذا كان يحدث وأنا أفكر وأفكر وأفكر وأردد ما قاله أبي : جهل وحكمة .. موت وحياة !
وفجأة توقفت عن الحركة بالكرسي المتأرجح .. وتوقفت معها اصوات البرق وسكنت الرياح وتوقف المطر وغادرت قطتى حجري .. ولا حظت أعصاب ارادتى تحرك اعصاب لسانى لتقول : لقد قررت أن اختار .. جاء وقت الأختيار .. والأن عليا أن اواجة أبي الملك لأبلغه بأختيارى ..
وهنا انتظرنى عزيزى القارئ الكريم لأستكمال القصة فى الجزء الثانى إن شاء الله .
صرحت وزارة الصحة والسكان المصرية وفاة امرأة بعد اصابتها بمرض إنفلونزا الطيور فى محافظة أسيوط أمس، وبذلك ترتفع عدد الوافيات الى اثنين و 6 حالات إصابة بالفيروس مع حلول فصل الشتاء حتى الأن .
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة “اما الحالة الثانية فى عدد الوافيات لسيدة تبلغ من العمر 19 عاما بمحافظة أسيوط وقد قامت بذبح طيور بالمنزل بعد نفوق البعض منها، وقد توجهت لاحدى العيادات الخاصة ثم تم تحويلها الي مستشفي اسيوط الجامعي , وهي تعاني من إلتهاب رئوى مزدوج “
وقد اعلنت وزراة الصحة عن اكتشاف حالتين إصابة بشرية بمرض أنفلونزا الطيورA/H5N1 ، وبذلك يرتفع عدد الحالات المصابة بالمرض خلال العام الجارى الى 6 حالات ، وذلك بعد اكتشاف هاتين الحالتين .
ولطمئنة الشارع المصرى قالت وزارة الصحة أنها تتخذ اجراءات صحية مشددة من خلال رصد حالات الإصابة الجديدة، وتدريب الأطباء على مواجهة الحالات الطارئة، وتوفير المستلزمات الطبية بالمستشفيات على مستوى الجمهورية مع حلول فصل الشتاء .
وتشير التقارير أن أول ظهور لمرض إنفلونزا الطيور فى مصر كان فى عام 2006 , وتسبب فى أكثر من 60 حالة وفاة بشرية حتى الأن .
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الفترة ما بين 2003 و2013 شهدت إصابة 648 شخصا بأنفلونزا الطيور من سلالة (H5N1) في 15 بلدا، توفي منهم 284.
“طوال عمري ” لم تر عيني أبداً حدثاً في مصر مثل هذا اليوم منذ أن ولدت من خمسة وعشرون عاماً! ليس هذا الحدث زلازال أو فيضان أو حتى حرب، ولكن أن يقطع التيار الكهربائي عن مصر “بأكملها”، فهذا بمثابة حدث تاريخي علينا وعلى المصريين جميعاً!
ولأول مرة فى حياتي، يعود أبي – الذي يعمل خبازاً – من عمله ولكن هذه المرة يوم غير عادي وهو يقول لي أولاً، في لحظة دخوله المنزل والدهشة تملأ وجهه “لأول مرة في حياتي توقفت عن صنع حتى ولو رغيفاً واحداً من الخبز.. مصر كلها بدون خبز بسبب إنقطاع التيار الكهربائي! “فقلت لأبي على الفور، إذاً لماذا أعطيت صوتك للسيسي! فلم يجبني بشيء!
ولك أن تتخيل معي كيف أن مصر”بأكملها” توقفت عن العمل، بل توقفت عن الحياة . فالمستشفيات توقفت، والمصانع والشركات تعطلت، ومترو الإنفاق لا يعمل. لايوجد خبز ولا مياه. حتى أن مؤسسات الدولة الحيوية لم تسلم هي الأخرى من إنقطاع التيار الكهربائي.
إذا ما الذي حدث لمصر اليوم، وما لغز إنقطاع التيار الكهربائي على مصر “كلها”؟
مصر بدون كهرباء
فى اللحظة التي أكتب فيها مقالتي هذه عن كارثة إنقطاع التيار الكهربائي، تغرد القنوات المصرية وتمجد السيسي على إنجازاته التي يعتبرونها بالتاريخية، مثل مشروع قناة السويس الجديد، وكيف أن السيسي أنقذ مصر من الإرهاب . أما عن كارثة التيار الكهربائي، فلا تسواي عندهم ألا جملة في خبر موجز!
والمفارقة هنا، أن نفس تلك القنوات والاعلامين اليوم، هما نفس الإعلامين والقنوات فى عهد مرسي، كانوا سبب سقوط مرسي بسب إنقطاع التيار الكهربائي فى عهده والذين كانوا يتهمونه بسرقة الغاز وإرساله إلى قطاع غزة.
أما اليوم لا توجد غزة ، حيث نم هدم معظم الأنفاق من وإلى غزة من قبل الجيش، ومازالت تتواصل أزمة إنقطاع الكهرباء من سيء إلى أسوء، مما بفسر أن أزمة الكهرباء في عهد مرسي كانت مفتعلة لحشد الجماهير لإسقاط محمد مرسي.
وأصبحت أزمة الكهرباء لغزاً محير للمصريين، حيث يحمي الإعلام المصري السيسي من المسؤولية، وأحياناً يتهم الحكومة بالتقصير, والحكومة بدورها تغيّب عقول المصريين عن الحقيقة، وإن سبب إنقطاع الكهرباء هو تخريب الإخوان لمحطات الكهرباء، وزيادة إرتفاع السكان، وأصبح الإنسان المصري تائها لا يعرف السبب، و شغله الشاغل الآن هو البحث عن رزقه يوم بيوم .
وتأتي أسباب أزمة الكهرباء بسبب قلة إمدادات الغاز على الرغم من أن مصر تصدر الغاز إلى أسرائيل والأردن، وقلة العملات الأجنبية لشراء الغاز، بسبب تراجع السياحة في مصر منذ ثورة 25 يناير. بالإضافة إلى توقف واردات الغاز من قطر إلى مصر بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين .
مما لاشك فيه أن أزمة الكهرباء ستؤثر حتما على الأستثمار فى مصر، وعلى قطاع السياحة، و الانتاج، وإرتفاع معدل البطالة.
أما على الفيس بوك , سخط وغضب بين الشباب بسبب أزمة الكهرباء . ويفرض السيسى قانون عدم التظاهر , وهنالك شباب مسجنون بسبب كسر قانون التتظاهر .
رأيتُ- بعينى – الجان يتكلم والشياطين تصرخ وتخرج من أجساد المرضى المتسلطه على أجسادهم “الأرواح الشريرة” فى إجتماع “إخراج الشياطين” داخل كهف كنيسة القديس سمعان التى تقع أسفل جبل المقطم شرق القاهرة بحي الزبالين .
الساعة 7 م من كل يوم خميس، يجتمع مئات المصلين من الأقباط وعشرات المرضى من المسلمين فى إنتظار مجيئ “المنقذ” القمص سمعان إبراهيم مؤسس كنيسة المقطم، آملين أن يخلصهم من الجان ويحررهم من قيود الشيطان .
يوم الخميس هو يوم مختلف فى شوارع وكنيسة حي الزبالين الذي يسكنة اكثر من 98% من الأقباط ومن الممكن أن تشعر بروح غريبة تملئ المكان، حيثإعتاد أقباط الحي أن يروا عشرات المسلمين معظمهم من النساء المتحجبات سائرين فى الشارع قاصدين كهف الكنيسة لحضورإجتماع القمص سمعان ابراهيم لأخراج الشياطين من أجسادهم. وفى الخميس الماضى، كانت أعمارهم مختلفة من الأطفالإلى الشيوخ كما لاحظت أن المرضى من الطبقة الفقيرة والطبقة المتوسطة فيهم من جاءمشياً على الأقدام وفيهم من جاء بسيارته الملاكي. أما الأغنياء فالبعض منهم يفضلون مقابلة القمص سمعان بعيداً عن أنظار الجمهور وفى يوم مختلف عن يوم الخميس بحسب كلام المقربين من القمص سمعان.
يبدأ المرضى- معظمهم من المسلمين- عند ظهور القمر الدخول إلى كهف ضخم هائل داخل الجبل، يتسع الى 15 ألف مصلي وتشبه مدرجاته المسرح الروماني . جلس المصلين والمرضي فى صمت شديد ولكن من حين الى أخر تسمع صراخ فظيع من أفواهإحدى المرضى المتسلط عليها الشيطان التي كانت تجلس بين اثنان من اصدقائها للسيطرة على جسدها المتشنج أثناء عظة القمص سمعان وهو يعظ المصلين والمرضى “عن قوة اللة، وأنه لا قيمة لة بدون هذه القوة ” حيث يوجد مكان مخصص للمرضى المسلمين أمام المنبر للذين يعانون من الأروح الشريرة داخل أجسادهم.
تصرخ الأروح الشريرة داخل المريض عندما يصلى القمص سمعان ألى الروح القدس ليخلص المريض
جائت نانسى عودة -28 سنة – فى صحبة أمها، واحدة من عشرات المسلمات مثلها فى الخميس الماضي . وبالرغم أن نانسى كانت حامل فى الشهر التاسع، إلا إنها كانت تبحث عن القمص سمعان لكى يخلصها من الشيطان حيث تشكوا من كوابيس مفزعة وأصوات مرعبة فى غرفتها ” جئت هنا لأنى أشعر أن الشيطان يتسلط على جسدى .. وفى بعض الأيام أرى روح شريرة واقفا أمامي فى ميعاد النوم وهو يقول لي ( إنى أُحبك ولا يستطتيع أحد أن يمتلكك غيرى أنا )
كانت نانسى وأمها فى صحبة رجل قبطى يحدثهم عن قوة القمص سمعان فى التخلص من الشياطبن ويطمنها أنه رجل قوي والشياطين تخافة ” لقد جئنى إلى هنا عن طريق هذا الرجل الكريم عندما فقدنا الطريق، وبالصدفة عرفنا أنه قبطى ويعرف طريق الكنيسه “. وتضيف أم ناسى عن أبنتها المريضة وتقول ” لطالما أفشل الشيطان أى قصة حب بين نانسى والرجال… حتى الرجل الذى أحبها وتزوجها، طلقها فى الشهر السادس من زواجها وهى حامل “
القمص سمعان يحذر أمرأة سودانية لترك الاعمال الشريرة والأيمان بقوة الله
تضيئ كشافات النور الضخمة كهف الكنيسة ووجوه المصلين . ويعكس الكهف صدى أصوات صراخ الشياطين من أجساد المرضى ،بعد أن خرج القمص سمعان من سيارته متجها إلى منبره فى طريق مخصص له، محاط من الخدام حتى لا يعطله أحد عن ميعاد بدأ الإجتماع . يبدأ الإجتماع بالألحان القبطية ثم تاليها الأناشيد الروحية باللغة العربية،ثم تبدأ بعدها عظة القمص سمعان عن “سر قوة الله فى التخلص من الروح الشريرة وعدو الخير ” . وأحيانا يشجع جميع المرضى كيف أن الله أستخدمه فى إحياء – أناس قد ماتوا – من رقاد الموت ! يأكد سمعان كلامة وهو يظهر فى شاشة العرض الضحمة للجمهور ويقول “الأن هؤلاء الناس هم أحياء يرزقون فى هذه العالم! “
ويقول أيضا ” يمكن أن تسألوا عن هؤلاء الأشخاص حتى يثبت صحة كلامى، كما يوجد أيضا شهود عيان “
ومن شهود العيان رجل اسمه جميل الذى بدأ الخدمة مع القمص سمعان فى السبعينات يقول ” ذات يوم، كان رجل حداد اسمه مسعود يعمل داخل الكنيسة فى أعلى منتصف الكهف على بعد 40 متر من الأرض . كان يصلح شاشة العرض التى تنقل العظة إلى الجماهير فى الكنيسة، وبعدها تكهرب وسقط على الأرض ومات . الأمر الذى أكده الطبيب بعد ذلك ، ولكن صمم القمص سمعان أن يصلى إلى الله حتى يقيمه من الموت .. وفى أثناء الصلاة قام الميت أمام كل الذين كانوا معنا، وأنا شاهد على ذلك “
يحكى جميل عن القمص سمعان وهو فى كامل الأحترام والهيبة له ” القمص سمعان واحد من القديسين الذين يعشون على الأرض !
يعتبر القمص سمعان أشهر كان قبطى فى العالم
والمثير للدهشة أن القمص سمعان لم يكن قويأ مشهورا فى بداية تاريخ خدمته سنة 1973 فى حي الزبالين أسفل جبل المقطم شرق القاهرة ، بل كان ضعيفا خادم بسيط فى شبرا . كما يحكى القمص سمعان فى فيلم -مكان فى القلب- ” لطالما هربت من دعوة رجل يسكن أسفل جبل المقطم للذهاب هناك ودعوتهم إلى التوبه والبدأ فى حياة أفضل “
يعتبر حي الزبالين -50 الف ساكن- هو ثاني أكبر تجمع قبطي بعد حي شبرا فى القاهرة . هاجر معظم سكان الحي من صعيد مصر عام1965لكسب العيش الى حي أمبابة اولا، وبعدها اصدر محافظ القاهرة فى ذلك الوقت قرار بنقلهم للسكن فى أسف جبل المقطم بعيدا عن وسط البلد بسبب تربية الخنازير. وعرف المكان باسم “الزرايب” وكانت عبارة عن أرض قفر لا يوجد فيها ماء ولا كهرباء ولا خدمات أجتماعية وكانت بيوتهم من الصاج الحديد قبل مجيئ القمص سمعان . ويعتمد أقتصاد حي الزبالين على جمع القمامة وأعادة تدويرها وتربية الخنازير .
يصف القمص سمعان- البالغ من العمر 73 عاما- سكان حى الزبالين فى بداية خدمة بأنهم وحوش جبابرة لا يعرفون غير الضلال ” كانوا يستخدمون البنادق والأسلحة مثل الألعاب النارية، أما الجبل كان ملجأ للمجرمين والقتلة والمخدرات تملئ المكان ” ولاكن تحول القمص سمعان من رجل ضعيف إلى رجل قوى عندما حل علية قوة الله وهو يصلى أمام الكهف ” كنت أُصلى لأسأل الله ماذا سأفعل فى هذه المدينة المتوحشة والناس هنا لا تتفاهم .. فوجدت بالصدفة ورقة أمامى مقطوعة من الأنجيل تقول ( لا تخف بل تكلم ولا تسكت ولا يقع بك أحد ليؤذيك، لأني لي شعب كثير فى هذه المدينة ) “
وشعر أن الله معه وكان يسنده بالمعجزات مثل طرد الأرواح الشريرة، وأنتشر صيته فى كل أنحاء مصر . وحفر كنيستة داخل الجبل بمساعدة أهل المكان من الزبالين . وتحولت الكهوف المهجورة إلى مكان سياحى معروف فى العالم . والأن يذاع إجتماع إخراج الشياطين عبر القنوات الفضائية وعلى شبكة النت !
وأصبح القمص سمعان أشهر كاهن قبطي فى مصر والعالم، وأنتشر اسمه فى معظم وسائل الإعلام، حتى يوجد عدت أفلام تسجلية عنه .
تعتبر كهف كنسية القديس سمعان أكبر كهف كنيسة فى العالم
ويختلف القمص سمعان عن باقى الشيوخ أو السحرة الذين يخرجون الشياطين . أنه يخلص المرضى من الأرواح الشريرة مجانا وبدون مقابل، وأن سر قوته هو الروح القدس الذي يستخدمه لمحاربة الأرواح الشريرة.
نعبتر عملية أخراج الشياطين هي عملية معقدة الفهم لتعدد أنواع السحر مثل السحر الأسود والسحر السفلي، ومع ذلك فأن أجتماع القمص سمعان يعتبر أخر مرحلة من مراحل أخراج الشياطين بعد فشل المريض فى التخلص من الشيطان بعدما زار وصرف مبالغ طائلة على الشيوخ أو السحرة أو حتى الأطباء . ومن الأشخاص الذين يقدمون ” أخراج الشياطين” هم : شيوخ المساجد وشيوخ الدجل والسحرة وأخيرا الكهنة . وغالبا يلجأ المريض للذهاب للكنيسة لمقابلة الكاهن بعد فشل الشيوخ والسحرة لتحريره من الروح الشريرة بعد أن صرف عليهم مبالغ كثيرة .
ومثال على ذلك : زرنا أنا وصديقى ساحر اسمه محمد السبكى 47 عاما ويسكن فى حي منشأة ناصر شرق القاهرة . محمد هو ساحر معروف بين جيرانه ويميل الى التصوف. تتلمذ على يد أستاذ أزهري صوفي ودرس كل انواع علوم السحر ولغة الجان من كتب قادمة من المغرب . بدأ محمد السحر منذ 25 عاما بعد ما خسر كل أموالة فى تجارة الفضة فى السوق القديم فى حي الحسيني، ويدعى نفسة شيخ وليس ساحر، يخدم الناس مقابل مادي بسيط فى التخلص من الأعمال الشريرة فى سبع جلسات على مدار سبعة ايام مع كل حالة لفك السحر أو عمل حجاب . وعندما سألته عن المال قال ” يتطلب على المريض فى كل جلسة دفع 2000 جنية لشراء بخور وشموع وأشياء أخري لتحضير الجان لخدمة المريض”
ولكن يشرح القس فام مساعد القمص سمعان فى الخدمة كيف تتم عملية إخراج الشياطين ” لكى يخرج الروح الشريرة من جسد المريض، يجب أولا على المريض الإيمان بقوة اللة والإلحاد عن إيمانه بقوة الشيطان . لأن المريض قبل مجيئه إلى الكنيسة ذهب إلى الشيوخ أو السحرة لعمل “حجاب ” أو “عمل”- لمعرفة المستقبل القريب أو لأيذاء شخص ما، وهو بذلك يعتبر إتفاق أو كتابة عقد مع الشيطان بأنه يؤمن بقوته .. فسكنة الشيطان وأمتلك حياته “
ثم يكمل القس فام شرحه ويقول ” ولكى تتم عملية الشفاء كاملة وبلا نقص،يجب حرق أى “حجاب ” وإنكار قوة الشيطان والأيمان بقوة الله وعمل الخير “
تضيف نانسى عوده حكايتها لماذا لم تذهم إلى شيوخ المساجد أو السحرة لتشفى ” ذهبت كثيرا إلى الشيوخ ولكنهم لم يستطيعوا أن يشفونى .. كانوا يقراءون القرأن وبعدها يخرج الشيطان ولكنه يرجع مرة أخره عندما أغادر الشيخ .. وكنت أصرف الكثير من المال على الشيوخ لشفائى “
ويعترف حماده شاب مسلم تقابلت معه فى الكنيسة الذى تاب عن الذهاب إلى السحرة بسبب أنه أمن بقوة الله ” السحر والسحرة “حقيقة” ويقدر الساحر يعرف بالمستقبل القريب وأيذاء أى شخص حسب طلب المسحور له . ولاكن لابد للساحر والمسحور أن يؤمنوا بقوة الشيطان، وأن يتصرفوا ضد عمل الخير. ولاكن فى النهايه الشيطان يمتلك الساحر أو المسحور ويهلكهم “
والجدير بالذكر أن نسبة الأمية فى مصر،حوالى 18مليون من إجمالى 88 مليون مصرى بحسب مركز الأحصاء . بالإضافة إلى إزدياد نسبة الفقر والبطالة فى مصر.
أخيرا ينهى القمص سمعان عظته، فيرقدوا المرضى باندفاع نحو القمص سمعان ليشفيهم . فتسقط إجسادهم على الارض ،ترتعش وترتجف خوفا ورعدة من صلواته . ثم يبدأ القمص سمعان الصلاة على ماء ليحوله إلى ماء مقدسة ليرشه على وجوه المرضى . ثم ينتهر كل روح شريرة تسكن أى جسد مريض ليرحل ويغادر بلا رجعة .
أنها حرب الأرواح التى لا يراها العين والجسد . حرب الروح القدس ضد الروح الشر !
لطالما استحيت، وهربت، وكذبت احياناً عن إجابة السؤال الذي إذا أجبته، احتقرني الأصدقاء وقللوا من شأني، وابتعدوا عنى ! السؤال نفسه الذى إذا سألته للأخرين عند زيارتهم إلى منطقة سكنى، ليتخيلوا معي لو كان لهم نفس حظي فى الحياة !
غابت عقولهم فى حيرة خيالاتهم التى لا تهتدي إلى إجابة ! والإجابة المرة هى أني أسكن فى حي الزبالين ! الحي الذى تميزه الرائحة الكريها المنبثقة من القمامة التى تملأ الشوارع والمنازل ! الحي الذي نسكن فيه والبهائم معا!
فكيف لي أن أجيب عن السؤال وأقول أنى زبال، والمجتمع يصفه بالمقزز، صاحب الملابس الكريهة،جامع القمامة !
لكن ربك يا صديقى لا ينظر إلى الوجوه والمظاهر، بل ينظر إلى القلب الأمين والمتواضع ! إذ لكل شئ تحت السماء وقت: فكبرت ،وبلغت، وعرفت يقينا أن لمنطقتى وأهلى ووظيفتى مكانة عظيمة لا غنى عنها في خدمة مصر. فمات اليأس وولد الفخر في قلبى ! فنحن من ينظف مصر من القمامة، ونحن من بنينا أكبر كهف كنيسة فى العالم التى تجذب السائحيين من كل بقاع العالم . ولذلك كثر الحديث في الصحف والمجلات والتليفزيون متحدثا عن حي الزبالين !
مكانة الزبال
فذات يوم قالت لي سيدة بلجيكية الجنسية، أن مصر بدون الزبالين ستتوقف ! فإذا توقف عمل الزبالين عن جمع القمامة ،توقفت الحياة في مصر ! فأكثر من 15 ألف زبالا من حي الزبالين يجمعون كل يوم أكثرمن 18 ألف طن من القمامة من مدينة القاهرة وحدها ! وبحسب جريدة الجارديان : أن أكثر من 90% من القمامة يتم اعادة تدويرها مرة اخرة فى حى الزبالين، مما يفوق نسبة الشركات فى أوربا أربعة أضعاف ما ينتجون من أعادة تدوير القمامة ! وذكرت ليلى أسكندر: وزيرة البيئة سابقا ووزيرة تطوير العشوائيات حاليا لجريدة الجارديان :” أن أكثر من 150 مليون دولار دخلوا مصر عن طريق صناعة اعادة التدوير فى العقود الثلاث الماضية ! وأن حي الزبالين لا يعانى من البطالة على الرغم من ازدياد البطالة فى مصر ” .
ولكن للأسف، مازال الزبال لا قيمة له فى وطنه، وبدل أن يتم تكريمه على عمله الجليل فى نظافة البلد، يتم تهميشه وحرمانه من أبسط حقوق الحياة ! ففى عام 2003 تعاقدت الحكومة المصرية مع شركات أجنبية بملايين الجنيهات لجمع القمامة، ومنع الزبالين من جمع القمامة ! وليس هذا فحسب، بل أيضا صدر قرار من الحكومة بأعدام كل الخنزير بحجة تفشى الفيروس الذى يدعى ” انفلونزا الخنازير ” مع العلم أن الصحة العالمية أكدت أكثر من مرة أن لا علاقة للخنازير بتفشى الفيروس .
ومع قتل الخنازير، إزدادت أكوام القمامة فى شوارع القاهرة، لأن الزبالين كانوا يعتمدون على الخنازير كثيراً فى التخلص من المواد العضوية، فأصبح تراكم القمامة فى مصر كارثة، وارتفعت أسعار اللحوم وقل السماد الزراعى . حتى وعد مرسى المرشح الأسلامى فى عام 2012، أذا فاز بمقعد رئاسة مصر، سيتخلص من القمامة فى غضون 100 يوم حسب برنامجه الانتخابى وهو أمر لم يتم طبعا.
أتحدى أى شخص كان أن يزور حي الزبالين، ولا يتعجب من سر عظمة متساكنيه ! ولعل سر عظمتهم أنهم لا يؤمنون بالصدف و أن كل ما أنجز وتم كان بالصدفة، ولا يعتمدون على الحظ ! ولكنهم يؤمنون بأن لكل إنسان فى الحياة هدف، وعقل قادر على الإبتكار وتحقيق المستحيل، وروح لا تعرف إلا القوة .
فكيف لا تتعجب لشعب جعل من القمامة ثروة ووقودا؟
كنيسة القديس سمعان
لقد صنع متساكنو هذا الحي صرحا سياحى عظيما هو كنيسة ” القديس سمعان “، والتي تقع داخل كهف ضخم فى أسفل جبل المقطم .
وتتسع الكنيسة لأكثر من 20 ألف من المصلين , لتصبح بعد ذلك أكبر كهف كنيسة فى العالم، حيث اختار مجلس كنائس العالم فى عام 2005، كنيسة حى الزبالين لتقام فيها يوم الصلاة العالمى من أجل العالم . ومازالت هذا الكنيسة صاحبة التصميم الجبلى الطبيعى تجذب الزوار من كل فئات المجتمع فى العالم : تجذب الوزراء، والسفراء ، وأصحاب السياسة والفن و الأدب والمثقفين…ألخ
والعجب هنا أن هذا الدير السياحى يقع وسط حى الزبالين الملئ بالقمامة ! أليس فى هذا شئ من العجب ؟
حي الزبالين تحت مجهر الإعلام
وبقوة إرادتنا انتقلنا من أشقى الناس إلى أعظمهم مكانة فى العالم ، وخصوصا فى وسائل الأعلام ! من صحف كالجارديان ،واشنطن بوس، ليموند , تايم مجازين,، لبغاسيون … ألخ . ومحطات الاخبار كسى ان ان , فرانس 24 , بى بى أس ..ألخ .
ومن أشهر الافلام عن حى الزبالين، فيلم ” احلام الزبالين ” الذى فاز بجائزة نوبل للسلام التقديرية التى تمنح للافلام التسجيليه فى كل عام !
أما عن أبناء حي الزبالين الذين أثروا فى من حولهم فنجد القمص سمعان صاحب فكرة بناء الدير ، وليلى أسكندر التى تولت منصبى وزارة البيئة سابقا ووزارة تطوير العشوائيات حاليا, والأم ماجى التى ترشحت بقوة لجائز نوبل للسلام عام 2012.
و أخيرا علمت أنه ليس بالمال أم بالحكمة أم بالقوة والمنصب، يفتخر الأنسان ! لأن الله اختار الأميين ليخزى الحكماء، واختار الضعفاء ليخزى الاقوياء ! وأختار الزبالين الضعفاء ليجعلهم قدوة في قوة الأرادة وتحقيق الأحلام ! والأن لا استحى أن أجيب وأقول أنى زبال من حي الزبالين ، بل اقولها بصدق “أنا زبال وأفتخر “.
يسكن مكاريوس فى حى الزبالين التى تقع اسفل جبل المقطم فى القاهرة